responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 11  صفحة : 66

أ عيّرتني أن نلت منّا فوارسا

غداة حراض مثل جنّان عبقر [1]

أصابهم الدّهر الختور بختره [2]

و من لا يق اللّه الحوادث يعثر

فعلّك يوما أن تنوء بضربة

بكفّ فتى من قومه غير جيدر [3]

يغصّ بها عليا هوازن، و المنى‌

لقاء أبي جزء [4] بأبيض مبتر

قال: فبلغ خالد بن جعفر قوله فلم يحفل به. فقال عبد اللّه بن جعدة- و هو ابن أخت خالد، و كان رجل قيس رأيا- لابنه: يا بنيّ ائت أبا جزء فأخبره أنّ الحارث بن ظالم سفيه موتور، فأخف مبيتك الليلة؛ فإنه قد غلبه الشراب. فإن أبيت فاجعل بينك و بينه رجلا ليحرسك. فوضعوا رجلا بإزائه، و نام ابن جعدة دون الرجل، و خالد من خلف الرجل.

و عرف أنّ ابن عتبة و ابن جعدة يحرسان خالدا. فأقبل الحارث فانتهى إلى ابن جعدة فتعدّاه، و مضى إلى الرجل و هو يحسبه خالدا فعجنه بكلكله حتى كسره و جعل/ يكدمه [5] لا يعقل، فخلّى عنه و الرجل تحته، و مضى إلى خالد و هو نائم، فضربه بالسّيف حتى قتله. فقال لعروة [6]: أخبر الناس أنّي قتلت خالدا. و قال في ذلك:

ألا سائل النّعمان إن كنت سائلا

و حيّ كلاب هل فتكت بخالد

عشوت عليه [7] و ابن جعدة دونه‌

و عروة يكلا [8] عمّه غير راقد

/ و قد نصبا رجلا [9] فباشرت جوزه‌

بكلكل مخشيّ العداوة حارد

فأضربه بالسّيف يأفوخ [10] رأسه‌

فصمّم حتى نال نوط القلائد

و أفلت عبد اللّه منّي بذعره‌

و عروة من بعد ابن جعدة شاهدي‌

فلمّا أبت غطفان أن تجيره غضبت لذلك بنو عبس. و بعث إليه قيس بن زهير بن جذيمة بهذه الأبيات:

شعر قيس بن زهير للحارث حين قتل خالدا و إجابته له:

جزاك اللّه خيرا من خليل‌

شفى من ذي تبولته [11] الخليلا

أزحت بها جوى و دخيل حزن‌

تمخّخ [12] أعظمي زمنا طويلا


[1] عبقر: موضع بالبادية كانت العرب تزعم أنه كثير الجن.

[2] الختر: الخديعة أو هو أسوأ الغدر و أقبحه.

[3] غير جيدر: غير قصير.

[4] أبو جزء: كنية خالد بن جعفر. و أبيض مبتر أي سيف قاطع.

[5] الكدم: العض و التأثير بحديدة و نحوها. و في «الأصول الخطية»: «يكرمه». و في «ب، س»: «و جعل يكلمه».

[6] هو عروة بن عتبة و هو ابن أخي خالد بن جعفر، كما يفهم من الشعر الذي بعده.

[7] في «أ، م»: «عشوت إليه».

[8] يكلا: يحفظ و يحرس. و هو مهموز. و لو ترك همزة جاز أن يقال فيه يكلا مثل يخشى (كما ورد هنا) و يكلو مثل يدعو. كذلك قال الفراء. ( «لسان العرب» في مادة كلأ).

[9] الرجل (بسكون الجيم): لغة في الرجل (بضمها). و جوز كل شي‌ء: وسطه. و حارد: غاضب.

[10] اليأفوخ: ملتقى عظم مقدم الرأس مع عظم مؤخره، و هو الموضع الذي يتحرك من رأس الطفل. و صمم: خمضي. و نوط: جمع نياط. و نياط كل شي‌ء معلقة. و في «الأصول»: نيط القلائد» و هو تحريف.

[11] التبولة: جمع تبل (بالفتح) و هو هنا الثأر.

[12] تمخخ العظم: أخرج مخه.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 11  صفحة : 66
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست