قال: فبلغ خالد
بن جعفر قوله فلم يحفل به. فقال عبد اللّه بن جعدة- و هو ابن أخت خالد، و كان رجل
قيس رأيا- لابنه: يا بنيّ ائت أبا جزء فأخبره أنّ الحارث بن ظالم سفيه موتور، فأخف
مبيتك الليلة؛ فإنه قد غلبه الشراب. فإن أبيت فاجعل بينك و بينه رجلا ليحرسك.
فوضعوا رجلا بإزائه، و نام ابن جعدة دون الرجل، و خالد من خلف الرجل.
و عرف أنّ ابن
عتبة و ابن جعدة يحرسان خالدا. فأقبل الحارث فانتهى إلى ابن جعدة فتعدّاه، و مضى
إلى الرجل و هو يحسبه خالدا فعجنه بكلكله حتى كسره و جعل/ يكدمه [5] لا يعقل،
فخلّى عنه و الرجل تحته، و مضى إلى خالد و هو نائم، فضربه بالسّيف حتى قتله. فقال
لعروة [6]: أخبر الناس أنّي قتلت خالدا. و قال في ذلك:
[8] يكلا:
يحفظ و يحرس. و هو مهموز. و لو ترك همزة جاز أن يقال فيه يكلا مثل يخشى (كما ورد
هنا) و يكلو مثل يدعو. كذلك قال الفراء. ( «لسان العرب» في مادة كلأ).
[9] الرجل
(بسكون الجيم): لغة في الرجل (بضمها). و جوز كل شيء: وسطه. و حارد: غاضب.
[10]
اليأفوخ: ملتقى عظم مقدم الرأس مع عظم مؤخره، و هو الموضع الذي يتحرك من رأس
الطفل. و صمم: خمضي. و نوط: جمع نياط. و نياط كل شيء معلقة. و في «الأصول»: نيط
القلائد» و هو تحريف.