أخبرنا الحسن
بن عليّ قال حدّثنا عبد اللّه بن أبي سعد قال حدّثنا عليّ بن الصبّاح عن أبيه:
أنّ الرشيد قال
لجماعة من أهله و جلسائه: أيّ بيت مدح به الحلفاء منّا و من بني أميّة أفخر؟
فقالوا و أكثروا.
فقال الرشيد:
أمدح بيت و أفخره قول ابن النّصرانيّة في عبد الملك:
شمس العداوة حتى يستقاد لهم
و أعظم الناس أحلاما إذا قدروا
مدح آدم بن
عمر بن عبد العزيز بيتا للأخطل في مجلس المهدي فأغضبه:
أخبرني الحسن
قال حدّثنا ابن مهرويه قال حدّثني أحمد بن الحارث عن المدائنيّ قال:
قال المهدي
يوما و بين يديه مروان بن أبي حفصة: أين ما تقوله فينا من قولك في أمير المؤمنين
المنصور:
/
له لحظات عن حفافي سريره
إذا كرّها فيها عقاب و نائل
فاعترضه آدم بن
عمر بن عبد العزيز فقال: هيهات و اللّه يا أمير المؤمنين أن يقول هذا و لا ابن
هرمة كما قال الأخطل:
شمس العداوة حتى يستقاد لهم
و أعظم الناس أحلاما إذا قدروا
قال: فغضب
المهديّ حتى استشاط و قال: كذب و اللّه ابن النّصرانيّة العاضّ بظر أمّه و كذبت يا
عاضّ بظر أمّك! و اللّه لو لا أن يقال: إني خفرت [6] بك لعرّفتك من أكثر شعرا!
خذوا برجل ابن الفاعلة فأخرجوه عنّي! فأخرجوه على تلك الحال، و جعل يشتمه و هو
يجرّ و يقول: يا بن الفاعلة! أراها في رءوسكم و أنفسكم!.
صوت
إنّي أرقت و لم يأرق معي صاح
لمستكفّ بعيد النّوم لوّاح
[1]
في «الأصول»: «بأجهد» و التصويب من «الديوان». أي بأعظم و لا أحسن مرآة منه؛ يقال
جهرت قلانا و اجتهرته إذا رأيته عظيما حسن المرآة في عينك.
[3] هذه
رواية «الديوان». و في «الأصول»: «يعصمون بها». و يعصبون بها: يطيفون بها و
يلزمونها.
[4] استقل
الشيء: حمله. يريد أن خصومهم لا يستطيعون أن ينهضوا بحربهم. و يبين: يتضح و يظهر.
[5] شمس: جمع
شموس، و هو من الرجال العسر في عداوته الشديد الخلاف على من عانده. و الأصل في هذا
الجمع أن يكون مضموم العين، و يجوز فيه التسكين كما ورد في البيت هنا.
[6] كذا في
«الأصول». و الذي في كتب اللغة أنه يقال: خفرت فلانا و خفرت به إذا أجرته و أمنته،
و أخفرته إذا غدرته، و يقال خفرت ذمته إذا لم يوف بها.