responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 11  صفحة : 45

/

يوما بأجود منه حين تسأله‌

و لا بأجهر [1] منه حين يجتهر

في نبعة [2] من قريش يعصبون [3] بها

ما إن يوازى بأعلى نبتها الشجر

حشد على الخير عيّافو الخنا أنف‌

إذا ألمّت بهم مكروهة صبروا

لا يستقلّ [4] ذوو الأضغان حربهم‌

و لا يبيّن في عيدانهم خور

شمس [5] العداوة حتى يستقاد لهم‌

و أعظم الناس أحلاما إذا قدروا

مدح الرشيد بيتا للأخطل:

أخبرنا الحسن بن عليّ قال حدّثنا عبد اللّه بن أبي سعد قال حدّثنا عليّ بن الصبّاح عن أبيه:

أنّ الرشيد قال لجماعة من أهله و جلسائه: أيّ بيت مدح به الحلفاء منّا و من بني أميّة أفخر؟ فقالوا و أكثروا.

فقال الرشيد: أمدح بيت و أفخره قول ابن النّصرانيّة في عبد الملك:

شمس العداوة حتى يستقاد لهم‌

و أعظم الناس أحلاما إذا قدروا

مدح آدم بن عمر بن عبد العزيز بيتا للأخطل في مجلس المهدي فأغضبه:

أخبرني الحسن قال حدّثنا ابن مهرويه قال حدّثني أحمد بن الحارث عن المدائنيّ قال:

قال المهدي يوما و بين يديه مروان بن أبي حفصة: أين ما تقوله فينا من قولك في أمير المؤمنين المنصور:

/

له لحظات عن حفافي سريره‌

إذا كرّها فيها عقاب و نائل‌

فاعترضه آدم بن عمر بن عبد العزيز فقال: هيهات و اللّه يا أمير المؤمنين أن يقول هذا و لا ابن هرمة كما قال الأخطل:

شمس العداوة حتى يستقاد لهم‌

و أعظم الناس أحلاما إذا قدروا

قال: فغضب المهديّ حتى استشاط و قال: كذب و اللّه ابن النّصرانيّة العاضّ بظر أمّه و كذبت يا عاضّ بظر أمّك! و اللّه لو لا أن يقال: إني خفرت [6] بك لعرّفتك من أكثر شعرا! خذوا برجل ابن الفاعلة فأخرجوه عنّي! فأخرجوه على تلك الحال، و جعل يشتمه و هو يجرّ و يقول: يا بن الفاعلة! أراها في رءوسكم و أنفسكم!.

صوت‌

إنّي أرقت و لم يأرق معي صاح‌

لمستكفّ بعيد النّوم لوّاح‌


[1] في «الأصول»: «بأجهد» و التصويب من «الديوان». أي بأعظم و لا أحسن مرآة منه؛ يقال جهرت قلانا و اجتهرته إذا رأيته عظيما حسن المرآة في عينك.

[2] النبع: ضرب من الشجر و هو من أجوده.

[3] هذه رواية «الديوان». و في «الأصول»: «يعصمون بها». و يعصبون بها: يطيفون بها و يلزمونها.

[4] استقل الشي‌ء: حمله. يريد أن خصومهم لا يستطيعون أن ينهضوا بحربهم. و يبين: يتضح و يظهر.

[5] شمس: جمع شموس، و هو من الرجال العسر في عداوته الشديد الخلاف على من عانده. و الأصل في هذا الجمع أن يكون مضموم العين، و يجوز فيه التسكين كما ورد في البيت هنا.

[6] كذا في «الأصول». و الذي في كتب اللغة أنه يقال: خفرت فلانا و خفرت به إذا أجرته و أمنته، و أخفرته إذا غدرته، و يقال خفرت ذمته إذا لم يوف بها.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 11  صفحة : 45
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست