responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 11  صفحة : 220

أسود شرّى وسط النّديّ ثعالب [1]

إذا خطرت [2] حرب مراجلها تغلي‌

شعره في دهقانة كان يختلف إليها:

أخبرني محمد بن يحيى الصّوليّ قال حدّثني محمد بن عبد اللّه الأصبهانيّ المعروف بالحزنبل عن عمرو [3] بن أبي عمرو الشيبانيّ عن أبيه قال:

عشق أبو جلدة اليشكريّ دهقانة ببست و كان يختلف إليها و يكون عندها دائما، و قال فيها:

و كأس كأنّ المسك فيها حسوتها

و نازعنيها صاحب لي ملوّم [4]

أغرّ كأنّ البدر سنّة [5] وجهه‌

له كفل واف و فرع و مبسم [6]

يضي‌ء دجى الظّلماء رونق خدّه‌

و ينجاب عنه الليل و الليل مظلم‌

و ثديان كالحقّين و المتن مدمج‌

و جيد عليه نسق درّ منظّم‌

و بطن طواه اللّه طيّا و منطق‌

رخيم و ردف نيط بالحقو مفأم [7]

به تبلتني و استبتني و غادرت‌

لظى في فؤادي نارها تتضرّم‌

أبيت بها أهذي إذا الليل جنّني‌

و أصبح مبهوتا فما أتكلّم‌

فمن مبلغ قومي الدّنا [8] أنّ مهجتي‌

تبين، لئن بانت ألا تتلوّم [9]

و عهدي بها- و اللّه يصلح بالها-

تجود على من يشتهيها و تنعم‌

فما بالها ضنّت عليّ بودّها

و قلبي لها يا قوم عان متيّم‌

/ قال: فلمّا بلغها الشعر سألت عن تفسيره ففسّر لها. فلما انتهى المفسّر إلى هذين البيتين الأخيرين غضبت فقالت:

أنا زانية كما زعم! إن كلمته كلمة أبدا. أو كلّما اشتهاني إنسان بذلت له نفسي و أنعمت من روحي [10] إذا! أي أنا إذا زانية. فصرمته، فلم يقدر عليها و عذّب بها زمانا، ثم قال فيها لمّا يئس منها:

/

صحا قلبي و أقصر بعد غيّ‌

طويل كان فيه من الغواني‌

بأن قصد السبيل فباع جهلا

برشد و ارتجى عقبى الزّمان‌


[1] في «الأصول»: «وسط الندى و ثعالب» بزيادة الواو.

[2] في «أ، م»: «حضرت».

[3] في «الأصول»: «عن أبي عمرو» و هو تحريف.

[4] ملوّم: يلومه الناس كثيرا.

[5] سنة الوجه: دائرته أو صورته أو الجبهة و الجبينان.

[6] المبسم (بكسر السين): الثغر.

[7] نيط بالحقو: علق به. و الحقو (بالفتح و يكسر): الكشح. و ردف مفأم: سمين.

[8] القوم الدنا: الأقربون.

[9] التلوم: التلبث و الانتظار.

[10] كذا في «م». و في «سائر الأصول» هكذا: «من رومي» بالميم و هو تحريف.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 11  صفحة : 220
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست