responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 11  صفحة : 211

و لا كنّا أناسا أهل دنيا

فنمنعها و إن لم نرج دينا

تركنا دورنا لطغام عكّ [1]

و أنباط [2] القرى و الأشعرينا [3]

ذم من القعقاع بن سويد بعض ما عامله به فقال فيه شعرا:

قال ابن حبيب: و كان أبو جلدة مع القعقاع بن سويد المنقريّ بسجستان، فذمّ منه بعض ما عامله به، فقال فيه:

ستعلم أنّ رأيك رأي سوء

إذا ظلّ الإمارة عنك زالا

و راح بنو أبيك و لست فيهم‌

بذي ذكر [4] يزيدهم جمالا

هناك تذكّر الأسلاف منهم [5]

إذا اللّيل القصير عليك طالا

فقال له القعقاع: و متى يطول عليّ الليل القصير؟ قال: إذا نظرت إلى السماء مربّعة. فلمّا عزل و حبس أخرج رأسه ليلة فنظر [6]، فإذا هو لا يرى السماء إلا بقدر تربيع السّجن، فقال: هذا و اللّه الذي حذّرنيه أبو جلدة.

مدح مسمع بن مالك حين ولي سجستان و رثاه حين توفي:

قال: و ولي مسمع بن مالك سجستان، و كان مكث أبي جلدة بها، فخرج إليه فتلقّاه و مدحه بقصيدته التي أوّلها:

بانت سعاد و أمسى حبلها انقطعا

و ليت وصلا لها من حبلها رجعا

شطّت بها غربة زوراء [7] نازحة

فطارت النّفس من وجد بها قطعا

/ ما قرّت العين إذ زالت [8] فينفعها

طعم الرّقاد إذا ما هاجع هجعا

منعت نفسي من روح تعيش به‌

و قد أكون صحيح الصّدر فانصدعا

غدت تلوم على ما فات عاذلتي‌

و قبل لومك ما أغنيت من منعا

مهلا ذريني فإنّي غالني [9] خلقي‌

و قد أرى في بلاد اللّه متّسعا

فخري [10] تليد و ما أنفقت أخلفه‌

سيب الإله و خير المال ما نفعا


[1] عك: قبيلة. و طغامها: أوغادها.

[2] في «الأصول»: «و أنماط القرى». و التصويب من «الطبري». و الأنباط- و مثله النبط و النبيط-: جيل من الناس كانوا بالبطائح بين العراقين.

[3] الأشعرون: جمع أشعري (نسبة إلى الأشعر و هو أبو قبيلة باليمن). و حذفت ياء النسب في الجمع تخفيفا.

[4] في «ح»: «بذي ذخر».

[5] كذا في «أ، م». و في «سائر الأصول»: «فيهم».

[6] في «أ، م»: «ينظر».

[7] شطت: بعدت. و غربة زوراء: بعيدة. و نازحة: بعيدة.

[8] في «الأصول»: «إذ زلت». و زالت: فارقت.

[9] غالني هنا: حبسني؛ يقال: ما غالك عنا؟ أي ما حبسك عنا.

[10] يحتمل أن يكون «مجدي».

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 11  صفحة : 211
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست