و هي قصيدة.
غنّى في هذه الأبيات إبراهيم ثقيلا أوّل بالوسطى عن الهشاميّ. و الدمنة في هذا
الموضع: آثار الناس و ما سوّدوا، و هي في غير هذا الموضع الحقد؛ يقال: في صدره
عليّ إحنة، و ترة، و ضبّ، و حسيكة، و دمنة.
و عوجا: احبسا
و تلبّثا، عاج يعوج عياجا [4]. و ما أعيج [5] بكلامك أي ما ألتفت إليه. و
اللّبانة: الحاجة؛/ يقال:
لي في كذا
لبانة و لبونة [6] و لماسة، و وطر، و حوجاء ممدودة. و قوله: «لا ننطلق معا»، يقول
إن لم تقفا تأخّرت عنكما فتفرّقنا. و تنظراني تنظراني؛ يقال نظرته أنظره، و أنظرته
أنظره إنظارا و نظرة أيضا إذا أخّرته؛ قال اللّه عزّ و جلّ: فَنَظِرَةٌ إِلى
مَيْسَرَةٍ. و الجنيب: المجنوب من فرس و غيره، و الجنيب أيضا الذي يشتكي رئته
من شدّة العطش.
خطب بنت رجل
كان مجاورا له فلما أحس منه امتناعا أراد أن يصيبها سبية ثم تذمم و قال شعرا:
و قال الطوسيّ
قال الأصمعيّ: جاور رجل من بني عامر بن صعصعة عمرو بن شأس و معه بنت له من أجمل
الناس و أظرفهم، فخطبها عمرو إلى أبيها./ فقال أبوها: أمّا دمت جارا لكم فلا، لأني
أكره أن يقول الناس غصبه أمره، و لكن إذا أتيت قومي فأخطبها إليّ أزوّجكها. فوجد
عمرو من ذلك في نفسه و اعتقد ألّا يتزوّجها أبدا إلا أن يصيبها مسبيّة. فلمّا
ارتحل أبوها همّ عمرو بغزو قومها، فسار في أثر أبيها. فلمّا وقعت عينه عليه و ظفر
به استحيا من جواره و ما كان بينهما من العهد و الميثاق، فنظر إلى الجارية أمامهم
و قد أخرجت رأسها من الهودج تنظر إليه. فلمّا رآها رجع مستحييا متذمّما منها. و
كان عمرو مع شجاعته و نجدته من أهل الخير؛ فقال في ذلك:
[1]
ذو معارك: موضع في ديار بني تميم. و في «الأصول»: «ذي معازل» و التصويب من كتاب
«معجم ما استعجم» و «طبقات الشعراء» لابن سلام. (صفحة 47 طبعة مدينة ليدن سنة 1916
م).
[2] الضمير
المرفوع في «تبله» و ما بعده مراد به العين. و جائز في مثل هذا المثنى أن يعود
الضمير إليه مفردا. و في «طبقات الشعراء» «رشاشا» بدل «سجوم». و قوله: و لم تجزع
على الدار، يريد أن تذراف العين بالدموع لم يكن لجزعها على الدار، و إنما كان على
أهلها الذين فارقوها.