responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 11  صفحة : 133

حذارا على ما كان قدّم والدي‌

إذا روّحتهم حرجف تطرد الصّرم‌

و أترك ندماني [1] يجرّ ثيابه‌

و أوصاله من غير جرح و لا سقم‌

و لكنّها من ريّة بعد ريّة

معتّقة صهباء راووقها رذم [2]

من العانيات [3] من مدام كأنها

مذابح غزلان يطيب بها الشّمم‌

و إذ إخوتي حولي و إذ أنا شامخ‌

و إذ لا أجيب العاذلات من الصمم‌

أ لم يأتها أنّي صحوت و أنّني‌

تحالمت حتى ما أعارم من عرم [4]

و أطرقت إطراق الشّجاع و لو يرى‌

مساغا لنابيه الشجاع لقد أزم [5]

و قد علمت سعد بأنّي عميدها

قديما و أنّي لست أهضم من هضم‌

- يقول: لا أظلم أحدا من قومي و أتهضّمه [6] فيطلبني بمثل ذلك، أي أرفع نفسي عن هذا-

خزيمة ردّاني [7] الفعال و معشر [8]

قديما بنوا لي سورة المجد و الكرم‌

/ إذا ما وردنا الماء كانت حماته‌

بنو أسد يوما على رغم من رغم [9]

أرادت عرارا بالهوان و من يرد

عرارا لعمري بالهوان فقد ظلم‌

لما يئس من الصلح بين امرأته و ابنه طلقها ثم ندم و قال شعرا:

و ذكر باقي الأبيات. قال ابن الأعرابيّ و أبو بكر الشّيبانيّ: فجهد عمرو بن شأس أن يصلح بين ابنه و امرأته أمّ حسّان فلم يمكنه ذلك، و جعل الشرّ يزيد بينهما. فلمّا رأى ذلك طلّقها، قم ندم و لام نفسه؛ فقال في ذلك:

تذكّر ذكرى أمّ حسّان فاقشعر

على دبر لمّا تبيّن ما ائتمر [10]

فكدت أذوق الموت لو أنّ عاشقا

أمر بموساه [11] الشوارب فانتحر


- و الأكم (بفتحتين و بضمتين): جمع أكمة (بفتحتين) و هي دون الجبل.

[1] الندمان: الذي يوافقك في شرابك. و الأوصال: المفاصل، واحدها وصل (بكسر الواو و ضمها).

[2] راووق الخمر: ناجودها الذي تروّق فيه و الرذم (بالتحريك): اسم من الامتلاء وصف به.

[3] في «الأصول»: «من الغانيات» بالغين المعجمة، و هو تصحيف. و العانيات: الأسيرات، أي هي من المحتبسات في دنانها. و قوله «كأنها مذابح غزلان» يريد أن يصفها بطيب الريح، حتى كأنها مواضع شق نوافج المسك.

[4] يقال: عرم يعرم (من بابي نصر و ضرب) و عرم (بكسر عين الفعل) و عرم (بضمها) عرامة و عراما (بضم أوله) إذا اشتدّ.

[5] الإطراق: السكوت في سكون. و الشجاع هنا: الحية الذكر. و أزم عض؛ يقال: أزمه يأزمه و عليه (من باب ضرب) إذا عضه.

[6] كذا في «ج». و في «سائر الأصول»: «و انهضه». و هو تحريف.

[7] ردّاني: ألبسني. و الفعال (بالفتح): الخير. يريد: ورثني شمائل الخير.

[8] كذا في «الأصول». و قد أثبتها المرحوم الشيخ سيد بن علي المرصفي في كتابه «أسرار الحماسة». «و معشري» بياء المتكلم، و هي الأنسب بالسياق. و سورة المجد: يريد منزلة المجد. و السورة من البناء: ما حسن و طال.

[9] الرغم (مثلث آراء) هنا: الكره و القسر. و رغم: ذل؛ يقال رغم أنف فلان (بفتح الغين و كسرها و ضمها) إذا ذل و انقاد.

[10] دبر كل شي‌ء: آخره. و أتمر هنا: عمل برأيه. و المؤتمر يصيب مرة و يخطئ أخرى. يقول: تذكر أم حسان أخيرا فاقشعر حين تبين له خطأ ما فعل.

[11] في العبارة هنا قلب أي أمر موساه بالشواب. و الشوارب هنا: عروق في الحلق. و الانتحار هنا: قتل المرء نفسه.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 11  صفحة : 133
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست