محرز
و الغريض و ابن مسحج لكلهم فيه ألحان- قال: فبلغ عمرا خبر المنخّل فأخذه فقتله. و
قال المنخل قبل أن يقتله و هو محبوس في يده يحضّ قومه على طلب الثأر به:
/
ظلّ وسط العراق قتلي بلا جر
م و قومي ينتجون السّخالا
رجع الخبر إلى
سياقه. قالوا جميعا: فلمّا صار النّابغة إلى غسّان نزل بعمرو بن الحارث الأصغر بن
الحارث الأعرج بن الحارث الأكبر بن أبي شمر [1]- و أمّ الحارث الأعرج مارية بنت
ظالم بن وهب بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع [2] الكنديّة/ و هي ذات القرطين
اللّذين يضرب بهما المثل فيقال لما يغلى به الثمن « [خذه و لو [3]] بقرطي مارية».
و أختها هند الهنود امرأة حجر آكل المرار. و إيّاها عنى حسّان بقوله في جبلة بن
الأيهم:
أولاد جفنة حول قبر أبيهم
قبر ابن مارية الجواد المفضل
مدح عمرو بن
الحارث الأصغر الغساني و أخاه النّعمان:
و لذلك خبر
يأتي في موضعه- فمدحه النابغة و مدح أخاه النّعمان. و لم يزل مقيما مع عمرو حتى
مات، و ملك أخوه النّعمان؛ فصار معه إلى أن استطلعه [4] النّعمان فعاد إليه. فممّا
مدح به عمرا قوله:
عروضه من
الطويل. غنّي في البيتين الأوّلين ابن محرز خفيف ثقيل أوّل بالبنصر على مذهب إسحاق
من رواية عمرو. و غنّى فيه الأبجر من رواية حبش ثاني ثقيل بالوسطى. و غنّى مالك في
البيت الرابع ثاني ثقيل بالسبابة في مجرى الوسطى من رواية هارون بن محمد بن عبد
الملك الزيّات. و غنى في الأربعة الأبيات عبد اللّه ابن العبّاس الرّبيعيّ
ماخوريّا عن حبش، و غنّى فيها طويس رملا بالوسطى بحكايتين عن حبش./ هكذا روي قوله
«يا أميمة» مفتوح الهاء. قال الخليل: من عادة العرب أن تنادي المؤنّث بالترخيم
فتقول يا أميم و يا عزّ و يا سلم؛ فلمّا لم يرخّم لحاجته إلى الترخيم [6] أجراها
على لفظها مرخّمة [7] و أتى بها بالفتح. و كليني أي دعيني. و وكلته إلى كذا أكله و
كالة [8].
[1]
يقال فيه أيضا شمر (بكسر أوله و سكون ثانيه). (راجع «خزانة الأدب» ج 1 ص 371).
[2] ضبطه
الحافظ في «التبصير» كمحسن، و ضبطه الصاغاني في «العباب» كمحدّث. (عن «القاموس و
شرحه»).
[5] أميمة:
تصغير أمامة و هي بنته. و أقاسيه: أكابده و أعالج طوله.
[6] لعل
صوابه: «لحاجته إلى ترك الترخيم» لأن الترخيم هنا يفسد وزن الشعر.
[7] هذا رأي
الجمهور، قالوا: إن أميمة مرخم، و الأصل يا أميم، ثم دخلت الهاء غير معتد بها، و
فتحت لأنها وقعت موقع ما يستحق الفتح و هو ما قبل هاء التأنيث. و فيه آراء أخرى
مبسوطة في كتب النّحو.
[8] الذي في
كتب اللغة أنه يقال: و كل الأمر إليه يكله وكلا و وكولا إذا سلمه إليه و تركه، و
وكله إلى نفسه وكلا و وكولا. و الوكالة (بالفتح و بالكسر أيضا): اسم من التوكيل.