responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 11  صفحة : 125

قد رأيناك فلم تحل لنا

و بلوناك فلم ترض الخبر

و هذه الحكاية تحامل من مصعب الزبيريّ و عصبيّة. و الخبر في رضاها عنه و الحكاية في هذا غير ما حكاه و هو ما سبق.

ما كان في يوم زواجها من عمر بن عبيد اللّه:

أخبرني الحسن بن عليّ قال حدّثنا ابن مهرويه عن ابن أبي سعد عن القحذميّ أنّ عمر بن عبيد اللّه لمّا قدم الكوفة تزوّج عائشة بنت طلحة، فحمل إليها ألف ألف درهم: خمسمائة ألف درهم مهرا و خمسمائة ألف هديّة، و قال لمولاتها: لك عليّ ألف دينار إن دخلت بها اللّيلة. و أمر بالمال فحمل فألقى/ في الدار و غطّي بالثياب.

و خرجت عائشة فقالت لمولاتها: أ هذا فرش أم ثياب؟ قالت: انظري إليه، فنظرت فإذا مال، فتبسّمت. فقالت:

أجزاء من حمل هذا أن يبيت عزبا! قالت: لا و اللّه، و لكن لا يجوز دخوله إلا بعد أن أتزيّن له و أستعدّ. قالت: فيم ذا! فوجهك و اللّه أحسن من كل زينة، و ما تمدّين يدك إلى طيب أو ثوب أو مال أو فرش إلا و هو عندك. و قد عزمت عليك أن تأذني له. قالت: افعلي. فذهبت إليه فقالت له: بت بنا الليلة. فجاءهم عند العشاء الآخرة [1]، فأذني إليه طعام فأكل الطعام كلّه حتى أعرى الخوان، و غسل يده، و سأل عن المتوضّأ فأخبرته فتوضّأ، و قام يصلّي حتى ضاق صدري و نمت، ثم قال: أ عليكم إذن؟ قلت: نعم، فدخل، فأدخلته و أسبلت السّتر عليهما. فعددت له في بقيّة الليل على قلّتها سبع عشرة مرة دخل المتوضّأ فيها. فلمّا أصبحنا وقفت على رأسه فقال: أ تقولين شيئا؟ قلت: نعم! و اللّه ما رأيت مثلك، أكلت أكل سبعة، و صلّيت صلاة سبعة، و نكت نيك سبعة. فضحك و ضرب بيده على منكب عائشة، فضحكت و غطّت وجهها و قالت:

قد رأيناك فلم تحل لنا

و بلوناك فلم نرض الخبر

و يدلّ أيضا على بطلان خبره أنه لمّا مات ندبته قائمة، و لم تندب أحدا من أزواجها إلا جالسة فقيل لها في ذلك، فقالت: إنه كان أكرمهم عليّ و أمسّهم رحما بي، و أردت ألّا أتزوّج بعده و كانت ندبة المرأة زوجها قائمة مما تفعله من لا تريد أن تتزوج بعد زوجها أخبرني بذلك الحسن بن عليّ عن أحمد بن زهير بن حرب عن محمد بن سلّام. و هذا دليل على خلاف ما ذكره مصعب.

ثم رجع الخبر إلى سياقة خبرها:

حديث امرأة عنها و قد اختلى بها عمر:

قال المدائنيّ في خبره: قالت امرأة: كنت عند عائشة بنت طلحة، فقيل لها: قد جاء الأمير، فتنحّيت، و دخل عمر بن عبيد اللّه، و كنت بحيث أسمع كلامهما، فوقع عليها فجاءت بالعجائب ثم خرج، فقلت لها: أنت في نفسك و موضعك و شرفك تفعلين هذا! فقالت: إنا نتشهّى لهذه الفحول بكل ما حرّكها و كلّ ما قدرنا عليه.

طلبت ضرتها من مولاة لها أن تراها متجردة ثم ندمت أن رأتها

قال المدائنيّ: و حدّثني مسلمة بن محارب قال:


[1] في «ج، ب، س»: «الأخيرة» و هو تحريف.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 11  صفحة : 125
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست