responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 11  صفحة : 115

كثيرة، و إذا هم برجل في شعب من تلك الشّعاب و هو الأسود بن عبّاد، فهالهم ما رأوا من عظم خلقه و تخوّفوه، و قد نزلوا ناحية من الأرض و استبروها هل يرون بها أحدا غيره فلم يروا. فقال أسامة بن لؤيّ لابن له يقال له الغوث: أي بنيّ! إنّ قومك قد عرفوا فضلك عليهم في الجلد و البأس و الرمي، فإن كفيتنا هذا الرجل سدت قومك آخر الدهر، و كنت الذي أنزلتنا هذا البلد. فانطلق الغوث حتى أتى الرجل فكلّمه و ساءله. فعجب الأسود بن صغر خلق الغوث فقال له: من أين أقبلتم؟ قال: من اليمن، و أخبره خبر البعير و مجيئهم معه،/ و أنهم رهبوا ما رأوا من عظم خلقه و صغرهم عنه، و شغلوه بالكلام، فرماه الغوث بسهم فقتله، و أقامت طيئ بالجبلين بعده، فهم هنالك إلى اليوم.

صوت‌

إذا قبّل الإنسان آخر يشتهي‌

ثناياه لم يحرج و كان له أجرا

فإن زاد زاد اللّه في حسناته‌

مثاقيل يمحو اللّه عنه بها وزرا

الشعر لرجل من عذرة. و الغناء لعريب ثقيل أوّل بالوسطى.

حديث عمر بن أبي ربيعة عن صاحبه الجعد بن مهجع العذري:

نسخت هذا الخبر من كتاب محمد بن موسى بن حمّاد قال ذكر الرّياشيّ قال قال حماد الراوية. أتيت مكة فجلست في حلقة فيها عمر بن أبي ربيعة، فتذاكروا من العذريّين، فقال عمر بن أبي ربيعة: كان لي صديق من عذرة يقال له الجعد بن مهجع، و كان أحد سلامان، و كان يلقى مثل الذي ألقى من الصّبابة بالنساء و الوجد بهن، على أنه كان لا عاهر الخلوة و لا سريع السّلوة، و كان يوافي الموسم في كلّ سنة؛ فإذا راث [1] عن وقته ترجّمت [2] عنه الأخبار، و توكفت له الأسفار حتى يقدم. فغمّني ذات سنة إبطاؤه حتى قدم حجّاج عذرة، فأتيت القوم أنشد صاحبي، و إذا غلام قد تنفّس الصّعداء ثم قال: أ عن أبي المسهر تسأل؟ قلت: عنه أسأل و إيّاه أردت. قال: هيهات هيهات! أصبح و اللّه أبو المسهر لا مؤيسا فيهمل و لا مرجوا فيعلّل،/ أصبح و اللّه كما قال القائل:

لعمرك ما حبّي لأسماء تاركي‌

أعيش و لا أقضي به فأموت‌

/ قال قلت: و ما الذي به؟ قال: مثل الذي بك من تهوّركما في الضّلال، و جرّكما أذيال الخسار، فكأنكما لم تسمعا بجنّة و لا نار. قلت: من أنت منه يا ابن أخي؟ قال: أخوه. قلت: أما و اللّه يا ابن أخي ما يمنعك أن تسلك مسلك أخيك من الأدب و أن تركب منه مركبه إلا أنّك و أخاك كالبرد و البجاد لا ترقعه و لا يرقعك، ثم صرفت وجه ناقتي و أنا أقول:

أ رائحة حجّاج عذرة وجهة

و لمّا يرح في القوم جعد بن مهجع‌

خليلان نشكو ما نلاقي من الهوى‌

متى ما يقل أسمع و إن قلت يسمع‌

ألا ليت شعري أيّ شي‌ء أصابه‌

فلى زفرات هجن ما بين أضلعي‌


[1] راث: أبطأ.

[2] ترجمت: تظننت، من الرجم بمعنى الظن و الحدس. و توكفت توقعت و انتظرت. و الأسفار: جماعة المسافرين؛ يقال قوم أسفار، و سفار (بضم السين و تشديد الفاء) و سفر بفتح فسكون)، و سافرة.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 11  صفحة : 115
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست