responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 11  صفحة : 112

مطلق في مجرى البنصر. و فيه لحن من الثقيل الأوّل قديم.

عمليق ملك طسم و جديس و سبب قتله:

أخبرني بهذا الشعر و السبب الذي من أجله قيل عليّ بن سليمان الأخفش عن السّكّريّ عن محمد بن حبيب عن ابن الأعرابي عن المفضّل أن عمليقا ملك طسم بن لاوذ بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام، و جديس بن لاوذ بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام، و كانت منازلهم في موضع اليمامة، كان [1] في أوّل مملكته قد تمادى في الظّلم و الغشم و السّيرة بغير الحقّ، و أنّ امرأة من جديس كان يقال لها هزيلة، و كان لها زوج يقال له قرقس [2]، فطلّقها و أراد أخذ ولدها منها، فخاصمته إلى عمليق، فقالت: «يا أيها الملك إنّي حملته تسعا، و وضعته دفعا، و أرضعته شفعا، حتى إذا تمّت أوصاله، و دنا فصاله، أراد أن يأخذه منّي كرها، و يتركني من بعده ورها [3]». فقال لزوجها:

ما حجّتك؟ قال: «حجّتي أيها الملك أنّي قد أعطيتها المهر كاملا، و لم أصب منها طائلا، إلّا وليدا خاملا [4]، فافعل ما كنت فاعلا. فأمر بالغلام أن ينزع منهما جميعا و يجعل في غلمانه، و قال لهزيلة: «ابغيه ولدا،/ و لا تنكحي أحدا، و اجزيه صفدا [5]». فقالت هزيلة: «أمّا النكاح فإنما يكون بالمهر، و أمّا السّفاح فإنما يكون بالقهر، و ما لي فيهما من أمر». فلما سمع ذلك عمليق أمر بأن تباع هي و زوجها، فيعطى زوجها خمس ثمنها، و تعطى هزيلة عشر ثمن زوجها. فأنشأت تقول:

أتينا أخا طسم ليحكم بيننا

فأنفذ حكما في هزيلة ظالما

لعمري لقد حكّمت لا متورّعا

و لا كنت فيما تبرم [6] الحكم عالما

ندمت و لم أندم و أنّى بعثرتي [7]

و أصبح بعلي في الحكومة نادما

أمر ألا تزوّج بكر من جديس حتى يفترعها:

فلمّا سمع عمليق قولها أمر ألّا تزوّج بكر من جديس و تهدى إلى زوجها حتى يفترعها هو قبل زوجها، فلقوا من ذلك بلاء و جهدا و ذلّا. فلم يزل يفعل هذا حتى زوّجت الشّموس و هي عفيرة بنت عبّاد أخت الأسود الذي وقع [8] إلى جبل طيّى‌ء فقتلته طيئ و سكنوا الجبل من بعده. فلمّا أرادوا حملها إلى زوجها انطلقوا بها إلى عمليق لينالها قبله، و معها القيان يتغنّين:

ابدي [9] بعمليق و قومي فاركبي‌

و بادري الصّبح لأمر معجب‌


[1] في «الأصول الخطية»: «و كان ...» بزيادة الواو و هو تحريف.

[2] كذا في «ح». و في «أ، م»: «فرس». و في «ب، س»: «ما شق». و لم نهتد إليه.

[3] كذا في «الأصول»: و كتاب «الكامل» لابن الأثير. و الورهاء (بالمد و قصرت هنا للسجع): الخرقاء. و في نسخة من كتاب «الكامل» لابن الأثير أشير إليها في ذيل النسخة المطبوعة في أوربا: «و لهى». و الوله: الحزن و ذهاب العقل لفقدان الحبيب. و هذه الرواية هي المناسبة هنا.

[4] في «الأصول»: «حاملا» بالحاء المهملة، و التصويب من «الكامل» لابن الأثير و «الصبح المنير».

[5] الصفد (بالتحريك): العطاء.

[6] في «الأصول»: «يبرم» بالياء المثناة من تحت. و في «الكامل» لابن الأثير: «فيمن يبرم». و في «الصبح المنير»: «ممن يبرم».

[7] كذا في «ح» و «الكامل» لابن الأثير. و في «ب، س»: لعترتي». و في «أ، م»: «قدمت و لم أندم و أني بعترتي». و كلاهما تحريف.

[8] في «ب، س»: «دفع».

[9] ابدي: أمر للأنثى من «بدأ» مع تسهيل الهمزة.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 11  صفحة : 112
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست