قال: فضحك
العبّاس و قال: ويحك أصادق أنت؟ قال: نعم و اللّه. قال: يا غلام ادفع إليه ألفي
درهم ثمنها. قال: فأخذها ثم دخل على المهديّ فأخبره القصّة و ما احتال له به. فأمر
له المهديّ بستة آلاف درهم.
و قال له
المهديّ: كيف لا يضرّهم ذلك؟ قال: لأنّي معدم لا شيء عندي. و قال عمّي في خبره:
فقال له العبّاس بن محمد شاركني في هذه الجارية. قال: أفعل و لكن على شريطة. قال:
و ما هي؟ قال: الشّركة لا تكون إلّا مفاوضة [4]، فاشتر معها أخرى، ليبعث كلّ واحد
منا إلى صاحبه ما عنده/ و يأخذ الأخرى مكانها ليلة و ليلة. فقال له العباس: قبحك
اللّه و قبح ما جئت به! خذ الدراهم لا بارك اللّه لك فيها و انصرف.
أمره أبو
مسلم بمبارزة رجل فقال شعرا أضحكه فأعفاه:
أخبرني الحسن
بن عليّ قال حدّثني محمد بن القاسم بن مهرويه قال حدّثني العبسيّ قال:
كان أبو دلامة
مع أبي مسلم في بعض حروبه مع بني أميّة. فدعا رجل إلى البراز؛ فقال له أبو مسلم:
أبرز إليه. فأنشأ يقول:
ألا لا تلمني إن فررت فإنّني
أخاف على فخّارتي أن تحطّما
[1]
النطف: جمع نطفة (بالضم) و هي الماء الصافي قل أو أكثر.