دخل أبو دلامة
على المهديّ و عنده شاعر ينشده. فقال له: ما ترى فيه؟ قال: إنه قد جهد نفسه لك
فاجهد نفسك له. فقال المهديّ: و أبيك إنها لكلمة عذراء منك، أحسبك تعرفه! قال: لا
و اللّه ما عرفته و لا قلت أنا إلّا حقّا. فأمر للشاعر بجائزة، و لأبي دلامة
بمثلها لحسن محضره.
خلع عليه
العقيلي من ثيابه التي عليه:
قال ابن
النطّاح و حدّثني أبو عبد اللّه العقيليّ قال:
رأيت على أبي
دلامة فروة في الصّيف، فقلت له: أ لا تملّ هذه الفروة! قال: بلى، و ربّ مملول لا
يستطاع فراقه. فنزعت فاضل ثيابي في موضعي و دفعتها إليه.
فزع من رؤية
الفيل و قال فيه شعرا:
قال: و أهدي
للمهديّ فيل، فرآه أبو دلامة فولّى هاربا و قال:
يا قوم إني رأيت الفيل بعدكم
لا بارك اللّه لي في رؤية الفيل
/ أبصرت قصرا له عين
يقلّبها
فكدت أرمي بسلحي في سراويلي
أنشد المهدي
شعرا في بغلته و استوهبه أخرى غيرها:
/ قال ابن
النطّاح:
و دخل أبو
دلامة على المهديّ فأنشده قصيدته في بغلته المشهورة: