طلب من
المنصور أو السفاح، كلب صيد ثم تدرج في الطلب إلى أشياء كثيرة:
أخبرني عليّ بن
سليمان الأخفش قال حدّثني محمد بن يزيد النحويّ قال حدّثني الجاحظ قال:
كان أبو دلامة
بين يدي المنصور واقفا- و أخبرني إبراهيم بن أيّوب عن ابن قتيبة أنه كان واقفا بين
يدي السّفّاح- فقال له: سلني حاجتك. قال أبو دلامة: كلب أ تصيّد به. قال: أعطوه
إيّاه. قال: و دابّة أ تصيّد عليها.
قال: أعطوه.
قال: و غلام يصيد بالكلب و يقوده. قال: أعطوه غلاما. قال: و جارية تصلح لنا الصّيد
و تطعمنا منه. قال: أعطوه جارية. قال: هؤلاء يا أمير المؤمنين عبيدك فلا بدّ لهم
من دار يسكنونها. قال: أعطوه دارا تجمعهم. قال: فإن لم تكن لهم ضيعة فمن أين/
يعيشون! قال: قد أعطيتك مائة جريب [1] عامرة و مائة جريب غامرة. قال: و ما
الغامرة؟ قال: ما لا نبات فيه. فقال: قد أقطعتك أنا يا أمير المؤمنين خمسمائة ألف
جريب غامرة من فيافي بني أسد. فضحك و قال: اجعلوها كلّها عامرة. قال: فأذن لي أن
أقبّل يدك. قال: أمّا هذه فدعها. قال: و اللّه ما منعت عيالي شيئا أقلّ ضررا عليهم
منها. قال الجاحظ: فانظر إلى حذقه بالمسألة و لطفه فيها: ابتدأ بكلب فسهّل القصّة
به، و جعل يأتي بما يليه على ترتيب و فكاهة، حتى نال ما لو سأله بديهة لما وصل
إليه.
كني باسم جبل
بمكة:
أخبرني عليّ بن
سليمان الأخفش قال حدّثني السّكّريّ عن محمد بن حبيب قال: اسم/ أبي دلامة زند
بالنون، و من الناس من يرويه بالياء، و كنّي أبا دلامة باسم جبل بمكة يقال له أبو
دلامة، كانت قريش تئد فيه البنات في الجاهليّة؛ و هو بأعلى مكة.
أنشد المنصور
شعرا فأجازه:
و أخبرني أحمد
بن عبد العزيز الجوهريّ قال حدّثنا عمر بن شبّة، و أخبرني عمّي قال حدّثني
الكرانيّ عن العمريّ عن الهيثم قال:
دخل أبو دلامة
على المنصور فأنشده قصيدته التي يقول فيها: