و يعليك حتى لو انّ السماء
تنال لجاوزتها مصعدا
فما بين ربّك جلّ اسمه
و بينك إلّا نبيّ الهدى
فشكرا لأنعمه إنّه
إذا شكرت نعمة جدّدا
و عفوك عن مذنب خاضع
قرنت المقيم به المقعدا
إذا ادّرع الليل أفضى به
إلى الصّبح من قبل أن يرقدا
عفا اللّه عنك أ لا حرمة
تعوذ بفضلك أن أبعدا
لئن جلّ ذنب و لم أعتمد
لأنت أجلّ و أعلى يدا
أ لم تر عبدا عدا طوره
و مولى عفا و رشيدا هدى
/ و مفسد أمر تلافيته
فعاد فأصلح ما أفسدا
فلا عدت أعصيك فيما أمر
ت حتى أزور الثّرى ملحدا
و إلّا فخالفت ربّ السماء
و خنت الصّديق و عفت النّدى
و كنت كعزّون أو كابن عمرو
مبيح العيال لمن أولدا
يكثّر في البيت صبيانه
يغيظ بهم معشرا جسّدا
شمت بأحمد بن أبي دواد حين فلج و قال شعرا يهجوه:
حدّثني عمّي قال حدّثنا محمد بن سعد قال:
لمّا فلج ابن أبي دواد شمت به عليّ بن الجهم و أظهر ذلك له و قال فيه:
لم يبق منك سوى خيالك لامعا
فوق الفراش ممهّدا بوساد
فرحت بمصرعك البريّة كلّها
من كان منهم موقنا بمعاد
كم مجلس للّه قد عطّلته
كي لا يحدّث فيه بالإسناد
و لكم مصابيح لنا أطفأتها
حتى يزول عن الطريق الهادي
و لكم كريمة معشر أرملتها
و محدّث أوثقت في الأقياد
إنّ الأسارى في السّجون تفرّجوا
لمّا أتتك مواكب العوّاد
و غدا لمصرعك الطبيب فلم يجد
شيئا لدائك حيلة المرتاد
/ فذق الهوان معجّلا و مؤجّلا
و اللّه ربّ العرش بالمرصاد
لا زال فالجك الذي بك دائبا
و فجعت قبل الموت بالأولاد
شعر له غنت فيه عريب:
أنشدني عمّي لابن الجهم و فيه غناء لعريب: