فقال إبراهيم:
كذب و اللّه عليّ بن الجهم و أثم. و اللّه لهذا الشعر أشهر [1] بإبراهيم بن
العبّاس من إبراهيم بالعباس أبيه.
قال المتوكل
إنه كذاب و أثبت كذبه بكلامه له:
أخبرني الحسن
قال حدّثني ابن مهرويه قال حدّثنا إبراهيم بن المدبّر قال قال المتوكّل:
عليّ بن الجهم
أكذب خلق اللّه. حفظت عليه أنّه أخبرني أنه أقام بخراسان ثلاثين سنة، ثم مضت مدّة
أخرى و أنسي ما أخبرني به، فأخبرني أنه أقام بالثغور ثلاثين سنة، ثم مضت مدّة أخرى
و أنسي الحكايتين جميعا، فأخبرني أنه أقام بالجبل/ ثلاثين سنة، ثم مضت مدّة أخرى
فأخبرني أنه أقام بمصر و الشأم ثلاثين سنة، فيجب أن يكون عمره على هذا و على
التقليل مائة و خمسين سنة [2]، و إنما يزاهي سنّه الخمسين سنة. فليت شعري أيّ
فائدة له في هذا الكذب و ما معناه فيه!!
عربد عليه
بعض ولد علي بن هشام فهجاهم:
أخبرني محمد بن
إبراهيم قال حدّثنا عبد اللّه بن المعتزّ، و حدّثني عمّي قال حدّثنا محمد بن سعد
قال:
اجتمع عليّ بن
الجهم مع قوم من ولد عليّ بن هشام في مجلس، فعربد عليه بعضهم، فغضب و خرج من
المجلس، و اتّصل الشرّ بينهم حتى تقاطعوا و هجروه و عابوه و اغتابوه. فقال يهجوهم:
[2] يلاحظ أن
مجموع السنين التي ذكرها لا يبلغ مائة و خمسين.
[3] في
الأصول: «كمريح» و المراح: مأوى الإبل. و الشول من النوق: التي خف لبنها و ارتفع
ضرعها و أتى عليها سبعة أشهر من يوم نتاجها أو ثمانية، فلم يبق في ضروعها إلا شول
من اللبن أي بقية مقدار ثلث ما كانت تحلب حدثان (بكسر أوّله و سكون ثانيه) نتاجها.
واحدتها شائلة، و هو جمع على غير قياس. و أما الناقة الشائل (بغير هاء) فهي اللاقح
التي تشول بذنبها للفحل أي ترفعه، فذلك آية لقاحها، و ترفع مع ذلك رأسها و تشمخ بأنفها،
و هي حينئذ شامذ، و جمعها شوّل و شمذ. و المراد من البيت ظاهر.