هو عليّ بن
الجهم بن بدر بن الجهم بن مسعود بن أسيد بن أذينة بن كرّاز بن كعب بن مالك [1] بن
عيينة [2] بن جابر بن الحارث [3] بن عبد البيت بن الحارث بن سامة بن لؤيّ بن غالب.
هكذا يدّعون، و قريش تدفعهم عن النّسب و تسمّيهم بني ناجية، ينسبون إلى أمّهم
ناجية، و هي امرأة سامة بن لؤيّ. و كان سامة، فيما يقال، خرج إلى ناحية البحرين
مغاضبا لأخيه كعب بن لؤيّ في مماظّة [4] كانت بينهما، فطأطأت ناقته رأسها إلى
الأرض لتأخذ شيئا من العشب، فعلق بمشفرها أفعى فعطفته على قتبها فحكّته به، فدبّ
الأفعى على القتب حتى نهش ساق سامة فقتله. فقال أخوه يرثيه [5]:
و قال من يدفع
بني سامة من نسّابي قريش: و كانت معه امرأته ناجية. فلمّا مات تزوّجت رجلا من أهل
البحرين فولدت منه الحارث، و مات أبوه و هو صغير. فلمّا ترعرع طمعت أمّه في أن
تلحقه بقريش، فأخبرته أنه ابن سامة بن لؤيّ. فرحل/ من البحرين [7] إلى عمّه/ كعب و
أخبره أنه ابن أخيه سامة. فعرف كعب أمّه و ظنّه صادقا في دعواه. و مكث عنده مدّة،
حتى قدم مكة ركب من أهل البحرين، فرأوا الحارث فسلّموا عليه و حادثوه ساعة. فسألهم
عنه كعب بن لؤيّ و من أين يعرفونه، فقالوا له: هذا ابن رجل من أهل بلدنا يقال له
فلان، و شرحوا له خبره. فنفاه كعب و نفى أمّه، فرجعا إلى البحرين فكانا هناك، و
تزوّج الحارث و أعقب هذا العقب.
و روي عن
النبيّ صلى اللّه عليه و سلم أنه قال: «عمّي سامة لم يعقب». و كان بنو ناجية
ارتدّوا عن الإسلام. و لما ولي عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه الخلافة دعاهم إلى
الإسلام؛ فأسلم بعضهم و أقام الباقون على الرّدّة فسباهم و استرقّهم؛ فاشتراهم
مصقلة [8] بن هبيرة منه و أدّى ثلث ثمنهم و أشهد بالباقي على نفسه، ثم أعتقهم و
هرب من تحت ليله إلى
[5] ورد في
«لسان العرب» (في مادّة «فوق») أن امرأة رجل من الأزد هي التي قالت هذا الشعر
ترثيه و كان سامة نزل على زوجها ضيفا.
فلما أصبح
قعد يستن، فنظرت إليه زوجة الأزدي فأعجبها. فلما رمى سواكه أخذتها فمصتها. فنظر
إليها زوجها، فحلب ناقة و جعل في حلابها سما و قدّمه إلى سامة، فغمزته المرأة
فهراق اللبن و خرج يسير. فبينا كان في موضع يقال له جوف الخميلة نهشه أفعى، كما
جاء في الأصل. و انظر بقية هذا الشعر في «لسان العرب».