responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 10  صفحة : 376

قال شعرا في خادم لصالح بن الرشيد:

أخبرني الصّوليّ قال حدّثني عون بن محمد الكنديّ قال حدّثني محمد بن إسماعيل عن أبيه سليمان بن داود- و كان يكتب لأبي جعفر- قال:

كنت جالسا مع عبد اللّه بن موسى الهادي، فمرّ به خادم لصالح بن الرّشيد. فقال له: ما اسمك؟ فقال له:

اسمي «لا تسل». فأعجبه حسنه و حسن منطقه فقال لي: قم بنا حتى نسرّ اليوم بذكر هذا البدر، فقمت معه.

فأنشدني في ذلك اليوم:

و شادن مرّ بنا

يجرح باللّحظ المقل‌

مظلوم خصر ظالم‌

منه إذا يمشي الكفل‌

اعتدلت قامته‌

و اللحظ منه ما عدل‌

بدر تراه أبدا

طالع سعد ما أفل‌

سألته عن اسمه‌

فقال لي اسمي «لا تسل»

و أطلعت في وجنتي

ه وردتان من خجل‌

فقلت ما أخطأ من‌

سمّاك بل قال المثل‌

لا تسألن عن شادن‌

فاق جمالا و كمل‌

/ قال: و قال فيه- و قد قيل إنه من هذه الأبيات-:

عزّ الذي نهوى و ذلّ‌

صبّ الفؤاد مختبل‌

لجّ به الهجر و ذا ال

هجر إذا لجّ قتل‌

من شادن منتطق‌

فاق جمالا و كمل‌

تناصف الحسن به‌

فلا تسل عن «لا تسل»

كان له ابن جيد الضرب و طلب إلى المكي أن يقومه موهما أنه مملوك:

و قال حدّثني محمد بن أحمد المكيّ عن أبيه قال:

دعاني عبد اللّه بن موسى يوما فقال لي: أ تقوّم غلاما ضاربا مغنّيا قيمة عدل لا حيف فيه على البائع و لا على المشتري؟ فقلت نعم. فأخرج إليّ ابنه القاسم و كنت قد عرفته، و هو أحسن من القمر ليلة البدر، فأخذ عودا فضرب، فأكببت على يديه أقبّلهما. فقال لي عبد اللّه: أتقبّل يد غلام مملوك!! قلت: بأبي و أمّي هو من مملوك! و قبّلت رجله أيضا. فقال: أمّا إذ عرفته فأحبّ أن تضاربه، ففعلت. فلمّا رأى الغلام زيادتي عليه في الضّرب اغتمّ و أقبل على أبيه فقال له كالمعتذر من ذنبه: أنا متلذّذ و هذا متكسّب. فضحكت و قلت: هو ذاك يا سيّدي.

و عجبت من حدّة جوابه معتذرا على صغر سنّه.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 10  صفحة : 376
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست