أخبرني محمد بن
يحيى قال حدّثنا الطّبيب [1] بن محمد الباهليّ قال حدّثني موسى بن سعيد عن أخيه
عمرو قال:
لمّا مات/ أبو
عيسى بن الرشيد وجد عليه المأمون وجدا شديدا حتى امتنع من النّوم و لم يطعم شيئا.
فدخل عليه أبو
العتاهية، فقال له المأمون: حدّثني يا أبا إسحاق بحديث بعض الملوك ممن كان في مثل
حالنا و فارقها. فقال: يا أمير المؤمنين، لبس سليمان بن عبد الملك أفخر ثيابه و
مسّ أطيب طيبه و ركب أفره خيله و تقدّم إلى جميع من معه أن يركب في مثل زيّه و
أكمل سلاحه، و نظر في مرآته فأعجبته هيئته و حسنه، فقال: أنا الملك الشابّ، ثم قال
لجارية له: كيف ترين؟ فقالت:
أنت نعم المتاع لو كنت تبقى
غير أن لا بقاء للإنسان
أنت خلو من العيوب و ممّا
يكره الناس غير أنّك فاني
/ فأعرض بوجهه، فلم تدر عليه الجمعة إلّا و هو
في قبره. قال: فبكى المأمون و الناس، فما رأيت باكيا أكثر من ذلك اليوم. قال: و
هذان البيتان لموسى شهوات.
بعض أصواته:
و من غناء أبي
عيسى و جيّد صنعته، و الشعر له، و طريقته من الثقيل الثاني مطلق في مجرى البنصر. و
ذكر حبش أن فيه لحسين بن محرز أيضا صنعة من خفيف الرّمل:
صوت
رقدت عنك سلوتي
و الهوى ليس يرقد
و أطار السّهاد نو
مي فنومي مشرّد
أنت بالحسن منك يا
حسن الوجه تشهد
و فؤادي بحسن وج
هك يشقى و يكمد
و من غنائه
أيضا و هو من صدور صنعته في شعر الأخطل- و لحنه من الثقيل الأوّل-: