الشعر لأبي
العتاهية، و ذكر ابن المعتز أنّه لعليّة و أنّ اللحن لها خفيف رمل. و ذكر أنه
لغيرها خفيف رمل مطلق، و لحن عليّة مزموم.
أرسلت إلى
الرشيد و منصور شرابا مع خلوب و غنتهما بلحن لها:
أخبرني عمّي
قال حدّثني أبو العبّاس أن بشرا المرثديّ قال قالت لي ريّق:
كنت يوما بين
يدي الرشيد و عنده أخوه منصور و هما يشربان، فدخلت إليه خلوب [1] (جارية لعليّة) و
معها كأسان مملوءتان و تحيّتان، و مع خادم يتبعها عود، فغنّتهما قائمة و الكأسان
في أيديهما و التحيتان بين أيديهما:
صوت
حيّا كما اللّه خليليّا
إن ميّتا كنت و إن حيّا
/ إن قلتما خيرا فخير لكم
أو قلتما غيّا فلا غيّا
فشربا. ثم دفعت
إليهما رقعة فإذا فيها: «صنعت يا سيّديّ أختكما هذا اللّحن اليوم، و ألقته على
الجواري، و اصطبحت فبعثت لكما به، و بعثت من شرابي إليكما و من تحياتي و أحذق
جواريّ لتغنّيكما. هنأكما اللّه و سرّكما و أطاب عيشكما و عيشي بكما».
دعا إبراهيم
بن المهدي إسحاق و أبا دلف و غنتهم جاريته لحنا لها:
أخبرني عمّي
قال حدّثني بنحو من هذا أبو عبد اللّه المرزبان قال حدّثني إبراهيم بن أبي دلف
العجليّ قال:
كنّا مع
المعتصم بالقاطول [2] و كان إبراهيم بن المهديّ في حرّاقته بالجانب الغربيّ، و أبي
و إسحاق بن إبراهيم الموصليّ في حرّاقتيهما بالجانب الشرقيّ. فدعاهما في يوم جمعة،
فعبرا إليه من زلال [3] و أنا معهما و أنا صغير، عليّ أقبية و منطقة فلما دنونا من
حرّاقة إبراهيم فرآنا نهض و نهضت بنهوضه صبيّة له يقال لها «غضّة» و إذا
[2] القاطول:
اسم نهر كأنه مقطوع من دجلة، و هو نهر كان في موضع سامرا قبل أن تعمر، و كان
الرّشيد أوّل من حفر هذا النهر و بنى على فوهته قصرا.
[3] ظاهر من
السياق أنه نوع من السفن كالزورق و نحوه. و قد ورد هذا الاسم في كتاب «تزيين
الأسواق» لداود الأنطاكي صفحة 258 طبع حجر بمصر سنة 1279 هجرية في قوله: «فعزمت
على واسط لأن لي بها صديقا من الكتاب فجئت فرأيت زلالا مهيأ فطلبت النزول معهم
فقالوا نحملك بدرهمين، و لكن الزلال لهاشمي لا يريد معه غريبا، فتزيّ بزينا كأنك
بعض الملاحين ...» و كتب مصححه بالهامش: «قوله زلالا كأنه نوع من السفن كالزورق
كما يظهر من بقية الكلام» ا ه و انظر الكلام عليه في «قاموس دوزي».