responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 10  صفحة : 351

أتت مولاة لبني قيس بن ثعلبة أبا النّجم فذكرت له أنّ بنتا لها أدركت منذ سنتين، و هي من أجمل النساء و أمدّهنّ قامة و لم يخطبها أحد، فلو ذكرتها في الشعر! فقال: أفعل، فما اسمها؟ قالت: نفيسة. فقال:

نفيس يا قتّالة الأقوام‌

أقصدت قلبي منك بالسّهام‌

و ما يصيب القلب إلّا رام‌

لو يعلم العلم أبو هشام‌

ساق إليها حاصل الشام‌

و جزية الأهواز كلّ عام‌

و ما سقى النّيل من الطعام‌

إذ ضاق منها موضع الإدغام [1]

/ أجثم جاث مستدير حام‌

يعضّ في كين [2] له تؤام‌

عضّ النجاريّ [3] على اللّجام‌

فقالت: حسبك حسبك! و وفد إلى الشأم، فلما رجع سمع الزّمر و الجلبة، فقال: ما هذا؟ فقالوا: نفيسة تزوّجت.

وصف فهود عبد الملك بن بشر بن مروان:

قال أبو عمرو و ذكر عليّ بن المسور بن عمرو عن الأصمعيّ قال أخبرني بعض الرّواة و حدّثني ابن أخت أبي النّجم:

أنّ عبد الملك بن بشر بن مروان قال لأبي النّجم: صف لي فهودي هذه. فقال:

إنا نزلنا خير منزلات‌

بين الحميرات المباركات‌

في لحم وحش و حباريات [4]

و إن أردنا الصيد ذا اللّذّات‌

جاء مطيعا لمطاوعات‌

علّمن أو قد كنّ عالمات‌

فسكّن الطّرف بمطرفات‌

تريك آماقا مخطّطات‌

مدح الحجاج برجز و طلب إليه واديا في بلاده:

و نسخت من كتاب الخرّاز عن المدائنيّ عن عثمان بن حفص أنّ أبا النّجم مدح الحجّاج برجز يقول فيه:

ويل امّ دور عزّة و مجد

دور ثقيف بسواء نجد

أهل الحصون و الخيول الجرد

فأعجب الحجّاج رجزه و قال: ما حاجتك؟ قال تقطعني ذا الجبنين. فوجم لها و سكت، ثم دعا كاتبه فقال: انظر ذا الجبنين ما هو! فإن ذا الأعرابيّ سألنيه لعلّه نهر من أنهار العراق. فسألوا عنه فقيل: واد في بلاد بني عجل أعلاه حشفة [5] و أسفله سبخة يخاصمه فيه بنو عمّ له. فقال: اكتبوا له به. قال: فأهله به إلى اليوم.


[1] الكناية في «موضع الإدغام» ظاهرة يفسرها البيت التالي.

[2] الكين: لحم باطن الفرج.

[3] لم نعثر على هذه النسبة في مظانها. و لعله يريد به فرسا كريم النجار.

[4] حباريات: مفردها حباري و هو طائر يضرب به المثل في البلاهة و الحمق.

[5] الحشفة: صخرة رخوة في سهل من الأرض. و السبخة: أرض ذات نز و ملح.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 10  صفحة : 351
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست