أخبرني أبو
خليفة عن محمد بن سلّام قال قال عامر بن عبد الملك المسمعيّ:
كان رؤبة و أبو
النّجم يجتمعان عندي فأطلب لهما النبيذ، فكان أبو النّجم يتسرّع إلى رؤبة حتى
أكفّه عنه.
ناجز العجاج
حتى هرب منه:
و نسخت من كتاب
أبي عمرو الشّيبانيّ قال حدّثني بعض البصريّين منهم أبو برزة المرثديّ- قال و كان
عالما راوية- قال:
خرج العجّاج
متحفّلا [1] عليه جبّة خزّ و عمامة خزّ على ناقة له قد أجاد رحلها حتى وقف بالمربد
و الناس مجتمعون، فأنشدهم قوله:
قد جبر الدّين الإله فجبر
/ فذكر فيها ربيعة و هجاهم. فجاء رجل من بكر بن
وائل إلى أبي النّجم و هو في بيته فقال له: أنت جالس و هذا العجّاج يهجونا بالمربد
قد اجتمع عليه الناس!! قال: صف لي حاله و زيّه الذي هو فيه، فوصف له. فقال:
ابغني/ جملا
طحّانا قد أكثر عليه من الهناء [2]، فجاء بالجمل إليه. فأخذ سراويل له فجعل إحدى
رجليه فيها و اتّزر بالأخرى و ركب الجمل و دفع خطامه إلى من يقوده، فانطلق حتى أتى
المربد. فلمّا دنا من العجّاج قال: اخلع خطامه فخلعه، و أنشد:
تذكّر القلب و جهلا ما ذكر
فجعل الجمل
يدنو من الناقة يتشمّمها و يتباعد عنه العجّاج لئلا يفسد ثيابه و رحله بالقطران، حتى
إذا بلغ إلى قوله:
شيطانه أنثى و شيطاني ذكر
تعلّق الناس
هذا البيت و هرب العجاج.
غلب الشعراء
عند عبد الملك بن مروان أو سليمان بن عبد الملك و ظفر منه بجارية:
و نسخت من كتاب
أبي عمرو قال حدّثني أبو الأزهر ابن بنت أبي النّجم عن أبي النجم أنّه كان عند عبد
الملك بن مروان- و يقال عند سليمان بن عبد الملك- يوما و عنده جماعة من الشعراء، و
كان أبو النّجم فيهم و الفرزدق، و جارية واقفة على رأس سليمان أو عبد الملك تذبّ عنه،
فقال: من صبّحني بقصيدة يفتخر فيها و صدق في فخره فله هذه الجارية. فقاموا على ذلك
ثم قالوا: إن أبا النّجم يغلبنا بمقطّعاته (يعنون بالرّجز)، قال: فإني لا أقول
إلّا قصيدة. فقال من ليلته قصيدته التي فخر فيها و هي:
علق الهوى بحبائل الشّعثاء
/ ثم أصبح و دخل عليه و معه الشعراء فأنشده،
حتى إذا بلغ إلى قوله: