responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 10  صفحة : 339

منها شبر. قال: فما فعلت؟ قلت: جمّرتها [1] بعد وفاته. قال: و ما ذا؟ قلت: قدحه الضّخضاح. قال: و ما فعل؟

قلت: الساعة و اللّه حجمني فيه أبو حرملة فسألته أن يهبه لي ففعل، و وجّهت به إلى منزلي فغسل و نظّف و أعيد إلى خزانتي، فرأيت أبي فيما يرى النائم في ليلتي تلك و هو يقول لي:

أ يترع ضخضاحي دما بعد ما غدت‌

عليّ به مكنونة مترعا خمرا

فإن كنت منّي أو تحبّ مسرّتي‌

فلا تغفلن قبل الصّباح له كسرا

فانتبهت فزعا و ما فرق [2] الصبح حتى كسرته.

كتب إليه إسحاق الموصلي فأجابه:

فأمّا المماظّة [3] التي كانت بينه و بين إسحاق فقد مضى في خبر إسحاق منها طرف. و نذكر هاهنا منها ما جرى مجرى محاسن إبراهيم و القيام بحجّته إن كانت له، و عذره [4] فيما عيب عليه لأنه بذلك حقيق. فمن ذلك نسخت من كتاب أعطانيه أبو الفضل العبّاس بن أحمد بن ثوابة رحمه اللّه بخطّ إسحاق في قرطاس- و أنا أعرف خطّه- و جواب لإبراهيم بن المهديّ في ظهره بخطّ ضعيف و أظنّه خطّه؛ لأنه لو كان خطّ/ كاتب [5] لكان أجود من ذلك الخطّ، و قد ذهب أوّل الكتاب فذهب منه أوّل الابتداء و الجواب، و نسخت بقيّته؛ فكان ما وجدته من ابتداء إسحاق:

و كنت- جعلت فداءك- كتبت في كتابك إلى محمد بن واضح تذكر أنك مولاي و سيدي [6]. فمتى دفعت ذلك! و هل لي فخر غيره! أو لأحد عليّ و على أبي رحمه اللّه من قبلي نعمة سواكم!. و أحبّ [7] ذلك أن يكون، و أرجو أن أموت قبل أن يبتليني اللّه بذلك إن شاء اللّه. فأمّا ذكرك- جعلت فداءك- الصناعة فقد أجلّ اللّه قدرك عن الحاجة إلى دفعها و الاعتذار عنها. و أمّا أنا المسكين فأنت تعلم أني لم أتّخذ ما نحن فيه صناعة قطّ، و أني لم أردها إلّا لكم شكرا لنعمتكم و حبّا للقرب منكم و إليكم. فليس ينبغي أن يعيبني ذلك عندكم، و لا يجوز لأحد أن يعيبني به إذ كان لكم. و قد علمت أنك لم تضعني من علّويه و مخارق بحيث وضعتني إلّا لغضب أحوجك إلى ذلك، و إلّا فأنت تعلم أنهما لو كانا مملوكين لي لآثرت تعجيل الرّاحة منهما بعتقهما أو تخلية سبيلهما على ثمن أصيبه ببيعهما أو حمد أكتسبه بثمنهما، فكيف أظنّ أني عندك مثلهما، أو أنك تقرنني [8] إليهما و تذكرني معهما!. أو تلومني الآن على أن أخرس فلا أنطق بحرف، و أن أفرّ من الغناء فرارك من الخطأ فيه، و أمتعض منه امتعاضك ممن يخفي عليك شيئا من علومه!. كيف ترى- جعلت فداءك- الآن سبابي و أنت ترى أنّ أحدا لا


[1] جمر النخلة: قطع جمارها.

[2] فرق الصبح: تبين و اتضح.

[3] المماظة: المخاصمة و المنازعة.

[4] في الأصول: «و عذر» من غير هاء الضمير.

[5] كذا في ب، س. و في سائر النسخ: «كتابه».

[6] كذا في أ، م. و في سائر النسخ: «مولى و سيد».

[7] كذا في الأصول و لعل صوابه: «و لا أحب ذلك أن يكون إلخ».

[8] في الأصول: «تقربني» و هو تحريف.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 10  صفحة : 339
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست