responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 10  صفحة : 324

و العامّة، و يوكّل به رجلا من قبله يثق به ليعرّفه أخباره و ما يتكلّم به. فكتب إليه الموكّل به أنّ إبراهيم لمّا بلغه منعه من داري الخاصّة و العامّة تمثّل:

يا سرحة الماء قد سدّت موارده‌

أما إليك طريق غير مسدود [1]

/ لحائم حام حتى لا حيام له‌

محلّأ عن طريق الماء مطرود

فلما قرأها المأمون بكى و أمر بإحضاره من وقته مكرّما و إنزاله في مرتبته؛ فصار إليه محمد فبشّره بذلك و أمره بالرّكوب فركب. فلما دخل على المأمون قبّل البساط ثم قال:

البرّ بي منك وطّا العذر عندك لي‌

دون اعتذاري فلم تعذل و لم تلم‌

و قام علمك بي فاحتجّ عندك لي‌

مقام شاهد عدل غير متّهم‌

رددت مالي و لم تمنن عليّ به‌

و قبل ردّك مالي قد حقنت دمي‌

تعفو بعدل و تسطو إن سطوت به‌

فلا عدمناك من عاف و منتقم‌

فبؤت منك و قد كافأتها بيد

هي الحياتان من موت و من عدم‌

فقال له: اجلس يا عمّ آمنا مطمئنّا، فلن ترى أبدا منّي ما تكره، إلا أن تحدث حدثا أو تتغيّر عن طاعة؛ و أرجو ألّا يكون ذلك منك إن شاء اللّه.

بذ أحمد بن يوسف الكاتب في حسن المحاضرة:

أخبرني أحمد بن جعفر جحظة قال حدّثني ابن حمدون عن أبيه قال:

كنت أحبّ أن أجمع بين إبراهيم بن المهدي و أحمد بن يوسف الكاتب بما كنت أراه من تقدّم أحمد و غلبته الناس جميعا بحفظه و بلاغته و أدبه في كل محضر و مجلس. فدخلت يوما على إبراهيم بن المهديّ و عنده أحمد بن يوسف و أبو العالية الخزريّ، فجعل إبراهيم يحدّثنا فيضيف شيئا إلى شي‌ء، مرّة يضحكنا و مرّة يعظنا/ و مرّة ينشدنا و مرة يذكّرنا، و أحمد بن يوسف ساكت. فلما طال بنا المجلس أردت أن أخاطب أحمد، فسبقني إليه أبو العالية فقال:

مالك لا تبح يا كلب الدّوم‌

قد كنت نبّاحا فمالك اليوم‌

فتبسّم إبراهيم ثم قال: لو رأيتني في يد جعفر بن يحيى لرحمتني كما رحمت أحمد منّي.

أثنى عليه إسحاق:

أخبرني يحيى بن عليّ قال حدّثني أبي قال قال لي إسحاق: ليس فيمن يدّعي العلم بالغناء مثل إبراهيم بن المهديّ و أبي دلف القاسم بن عيسى العجليّ. فقيل له: فأين محمد بن الحسن بن مصعب منهما؟ فقال: لو قيل لك إن محمد بن الحسن يبصر الغناء لكان ينبغي لك أن تقول: و كيف يبصر الغناء من نشأ بخراسان لا يسمع من الغناء العربيّ إلّا ما لا يفهمه!.


[1] هذا الشعر لإسحاق الموصلي.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 10  صفحة : 324
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست