فارتجّ بنا
المجلس الذي كنا فيه، و طرب المعتصم و استخفّه الطرب فقام على رجليه، ثم جلس فقال:
أحسنت و اللّه
يا عمّ ما شئت! قال: فإن كنت قد أحسنت يا أمير المؤمنين فهب لي الجام الثالثة؛
فقال: خذها فأخذها. و قام أمير المؤمنين، و دعا إبراهيم بمنديل فثناه طاقتين و وضع
الجامات فيه و شدّه، و دعا بطين فختمه و دفعه إلى غلامه، و نهضنا إلى الانصراف، و
قدّمت دوابّنا. فلما ركب إبراهيم التفت إليّ فقال: يا محمد بن الحارث، زعمت أنّي
لا أحسن أنا و جاريتي شيئا، و قد رأيت ثمرة الإحسان. فقلت في نفسي: قد رأيت، فخذها
لا بارك اللّه لك فيها! و لم أجبه بشيء.
الشّعر و
الغناء لإبراهيم بن المهديّ رمل بالبنصر. و فيه هزج بالبنصر، ذكر عمرو بن بانة أنه
لإبراهيم الموصليّ، و ذكر غيره أنه لإبراهيم بن المهديّ.
صوت
ألا ليت ذات الخال تلقى من الهوى
عشير الذي ألقى فيلتئم الحبّ
وصالكم صدّ و قربكم قلى
و عطفكم سخط و سلمكم حرب
الشعر للعبّاس
بن الأحنف. و الغناء لإبراهيم.
شعره في باقة
نرجس غنى به المعتصم:
و قال ابن أبي
طاهر حدّثني المؤمّل بن جعفر قال: سمعت أبي يقول: كانت في يد المعتصم باقة نرجس
فقال لإبراهيم بن المهديّ: يا عمّ قل فيها أبياتا و غنّ فيها. فنكت في الأرض بقضيب
في يده هنيهة ثم قال: