و
يشبه أن يكون الشعر لغيره. و لحن إسحاق الذي كتب به إلى إبراهيم بن المهديّ ثاني
ثقيل بالبنصر في مجراها.
و فيه ثقيل
أوّل مطلق في مجرى البنصر لم يقع إليّ نسبته إلى صانعه، و أظنّه لحن حكم.
غنى أبا دلف
العجلي و أهداه جارية:
أخبرني عمّي
قال حدّثنا أبو عبد اللّه المرزبان قال حدّثني إبراهيم بن أبي دلف العجليّ قال:
كنّا مع
المعتصم بالقاطول [1]، و كان إبراهيم بن المهديّ في حرّاقته بالجانب الغربيّ و أبي
و إسحاق الموصليّ في حرّاقتيهما في الجانب الشرقيّ، فدعاهما يوم جمعة فعبرا إليه
في زلال [2] و أنا معهما و أنا صغير و عليّ أقبية و منطقة. فلما دنونا من حرّاقة
إبراهيم نهض و نهضنا و نهضت بنهوضه صبيّة له يقال لها غضّة، و إذا في يديه كأسان و
في يديها كأس. فلما صعدنا إليه اندفع فغنّى:
حيّا كما اللّه خليليّا
إن ميّتا كنت و إن حيّا
إن قلتما خيرا فأهل له
أو قلتما غيّا فلا غيّا
ثم ناول كلّا
منهما كأسا و أخذ هو الكأس التي كانت في يد الجارية و قال: اشربا على ريقكما، ثم
دعا بالطعام فأكلوا و شربوا، ثم أخذوا العيدان فغنّاهما ساعة/ و غنّياه؛ و ضرب و
ضربا معه، و غنّت الجارية بعدهم.
فقال لها أبي:
أحسنت مرارا. فقال له: إن كنت أحسنت فخذها إليك، فما أخرجتها إلّا إليك.
سمع من مخارق
لحنا فأطراه:
أخبرني عمّي
قال حدّثنا عليّ بن محمد بن نصر قال حدّثني أبو العبيس بن حمدون قال: لمّا صنع
مخارق في شعر العتّابي.
أخضنى المقام الغمر إن كان غرّني
سنا خلّب أو زلّت القدمان
غنّاه إبراهيم
بن المهديّ؛ فقال له: أحسنت و حياتي ما شئت! فسجد مخارق سرورا بقول إبراهيم ذلك
له.
غنى عمرو بن
بانة لحنا و حدّثه حديثه:
أخبرني عمّي
قال حدّثني عبد اللّه بن أبي سعد قال حدّثني القطرانيّ عن عمرو بن بانة قال: غنّى
إبراهيم بن المهديّ يوما:
أدارا بحزوى هجت للعين عبرة
فماء الهوى يرفضّ أو يترقرق
فاستحسنته و
سألته إعادته عليّ حتى آخذه عنه ففعل. ثم قال لي: إنّ حديث هذا الصوت أحسن منه.
قلت: و ما
حديثه أعزّك اللّه؟ قال: غنّانيه ابن جامع و الصنعة فيه له، فلما أخذته عنه غنّيته
إيّاه ليسمعه منّي، فاستحسنه جدّا و قال: كأنّي و اللّه ما سمعته قطّ إلّا منك ثم
كان صوته بعد ذلك على نسبة هذا الصوت.
[1]
القاطول: اسم نهر كأنه مقطوع من دجلة، و هو نهر كان في موضع سامرا قبل أن تعمر، و
كان الرشيد أول من حفر هذا النهر و بنى على فوهته قصرا سماه أبا الجند.