و ذكر أحمد بن
أبي طاهر عن أثير مولاة منصور بن المهديّ عن ذؤابة مولاته أيضا قالت قالت لي أسماء
بنت المهديّ:
قلت لأخي
إبراهيم: يا أخي أشتهي و اللّه أن أسمع من غنائك شيئا. فقال: إذا و اللّه يا أختي
لا تسمعين مثله، عليّ و عليّ، و غلّظ في اليمين، إن لم يكن إبليس ظهر لي و علّمني
النّقر و النّغم و صافحني و قال لي: اذهب فأنت منّي و أنا منك.
غضب عليه
الأمين ثم رضي عنه:
أخبرني عمّي
قال حدّثني عبد اللّه بن أبي سعد قال حدّثني هبة اللّه بن إبراهيم بن المهديّ عن
أبيه قال:
غضب عليّ محمد
الأمين في بعض هناته، فسلّمني إلى كوثر [1]، فحبسني في سرداب و أغلقه عليّ فمكثت
فيه ليلتي. فلما أصبحت إذا أنا بشيخ قد خرج عليّ من زاوية السّرداب، و دفع إليّ
وسطا [2] و قال: كل فأكلت، ثم أخرج قنّينة شراب فقال: اشرب فشربت، ثم قال لي: غنّ:
لي مدّة لا بدّ أبلغها
معلومة فإذا انقضت متّ
لو ساورتني الأسد ضارية
لغلبتها ما لم يج الوقت
فغنّيته. و
سمعني كوثر فصار إلى محمد و قال: قد جنّ عمّك و هو جالس يغنّي بكيت و كيت. فأمر
بإحضاري فأحضرت و أخبرته بالقصّة، فأمر لي بسبعمائة ألف درهم و رضي عنّي.
طارح أخته
علية فأطربا المأمون و أحمد بن الرشيد:
أخبرني عمّي
قال حدّثني ابن أبي سعد قال سمعت ينشو يحدّث عن أبي أحمد بن الرشيد قال:
كنت يوما بحضرة
المأمون و هو يشرب، فدعا بياسر و أدخله فسارّه [3] بشيء و مضى و عاد. فقام
المأمون و قال لي: قم، فدخل دار الحرم و دخلت معه، فسمعت غناء/ أذهل عقلي و لم
أقدر أن أتقدّم و لا أتأخّر. و فطن المأمون لما بي فضحك ثم قال: هذه عمّتك عليّة
تطارح عمّك إبراهيم:
ما لي أرى الأبصار بي جافية
نسبة هذا
الصوت
ما لي أرى الأبصار بي جافية
لم تلتفت منّي إلى ناحيه
[1]
هو كوثر خادم محمد الأمين. (انظر فقرا عليه في الطبري ق 3 ص 899، 928، 939، 956،
965).