المنصور
بعد أبيك و قد أحبّ أن يسمعك؛ فلم يتركني حتى غنّيت بين يديه:
إذ أنت فينا لمن ينهاك عاصية
و إذ أجرّ إليكم سادرا رسني
/ فأمر لي بألف ألف درهم، ثم قال لي ليلة و لم
يبق في المجلس إلّا جعفر بن يحيى: أنا أحبّ أن تشرّف جعفرا بأن تغنّيه صوتا.
فغنّيته لحنا صنعته في شعر الدّارميّ:
الشعر للأحوص.
و الغناء لآبن سريج ثقيل أوّل بالوسطى عن عمرو.
/ أخبرني الحسن
بن عليّ قال حدّثني أحمد بن زهير عن مصعب قال: أنشد منشد و ابن أبي عبيدة عندنا
قول الأحوص:
إذ أنت فينا لمن ينهاك عاصية
و إذ أجرّ إليكم سادرا رسني
فوثب قائما و
ألقى طرف ردائه و جعل يخطو إلى طرف المجلس و يجرّه. ثم فعل ذلك حتى عاد إلينا.
فقلنا له: ما حملك على ما صنعت؟ فقال: إنّي سمعت هذا الشعر مرّة فأطربني، فجعلت
على نفسي ألّا أسمعه أبدا إلّا جررت رسني.
و الآخر من
الصوتين:
صوت
كأنّ صورتها في الوصف إذ وصفت
دينار عين من المصريّة العتق
أو درّة أعيت الغوّاص في صدف
أو ذهب صاغه الصّوّاغ في ورق
الشعر
للدّارميّ. و الغناء لمرزوق الصّوّاف رمل بالبنصر عن ابن المكيّ. و ذكر عمرو أن
هذا اللّحن للدّارميّ أيضا. و ذكر الهشاميّ أنه لابن سريج. و في هذا الخبر أنه
لإبراهيم بن المهديّ. و فيه خفيف رمل يقال إنه لحن مرزوق الصّوّاف، و يقال إنه
لمتيّم ثاني ثقيل عن الهشاميّ و ابن المعتزّ.
غنى صوتا على
أربع طبقات:
أخبرني يحيى بن
المنجّم قال ذكر لي عبيد اللّه بن عبد اللّه بن طاهر عن إسحاق بن عمر بن بزيع قال:
كنت أضرب على
إبراهيم بن المهديّ صوتا [2] ذكره فغنّاه على أربع طبقات. على الطبقة التي كان
العود