responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 10  صفحة : 303

أ لست القائل في معن بن زائدة! و أنشده البيتين اللّذين أنشده إيّاهما المهديّ، ثم قال: خذوا بيده فأخرجوه، لا شي‌ء لك عندنا، فأخرج. فلما كان بعد ذلك بأيام تلطّف حتى دخل؛ فأنشده قصيدته التي يقول فيها:

/

لعمرك ما أنسى غداة المحصّب‌

إشارة سلمى بالبنان المخضّب‌

و قد صدر الحجّاج إلّا أقلّهم‌

مصادر شتى موكبا بعد موكب‌

قال: فأعجبته، فقال: كم قصيدتك من بيت؟ فقال: ستون أو سبعون. فأمر له بعدد أبياتها ألوفا. فكان ذلك رسم مروان عندهم حتى مات.

مدح المهدي في الرصافة فأجازه:

أخبرني عمّي قال حدّثني الفضل بن محمد اليزيديّ عن إسحاق قال:

دخل مروان بن أبي حفصة على المهديّ في أوّل سنة قدم عليه. قال: فدخلت عليه في قصره بالرّصافة فأنشدته قولي فيه:

أمرّ و أحلى ما بلا الناس طعمه‌

عذاب أمير المؤمنين و نائله‌

فإنّ طليق اللّه من أنت مطلق‌

و إنّ قتيل اللّه من أنت قاتله‌

كأنّ أمير المؤمنين محمدا

أبو جعفر في كلّ أمر يحاوله‌

قال: فأعجب بها، و أمر لي بمال عظيم؛ فكانت تلك الصلة أوّل صلة سنيّة وصلت إليّ في أيام بني هاشم.

مدح المهدي و ذم عنده يعقوب بن داود فأجازه من خالص ماله:

أخبرني الحسن بن عليّ الخفّاف قال حدّثني محمد بن القاسم بن مهرويه قال حدّثني محمد بن عبد اللّه العبديّ الراوية قال حدّثني حسين بن الضحّاك قال حدّثني مروان بن أبي حفصة قال:

دخلت على المهديّ في قصر [1] السلام، فلما سلّمت عليه، و ذلك بعقب سخطه على يعقوب [2] بن داود، قلت [3]: يا أمير المؤمنين إنّ يعقوب رجل رافضيّ و إنه سمعني أقول في الوراثة:

أنّى يكون و ليس ذاك بكائن‌

لبني البنات وراثة الأعمام‌

فذلك الذي حمله على عداوتي. ثم أنشدته:

كأنّ أمير المؤمنين محمدا

لرأفته بالناس للناس والد

على أنه من خالف الحقّ منهم‌

سقته يد الموت الحتوف الرّواصد

ثم أنشدته:


[1] كذا في الأصول. و الذي في كتابي ما يعول عليه في «المضاف و المضاف إليه» و «معجم البلدان» لياقوت أن قصر السلام من أبنية الرشيد بن المهدي بالرقة. و الذي بناه المهدي هو قصر السلامة و هو القصر الذي بناه بالآجر في عيساباذ الكبرى (انظر «تاريخ الطبري» ق 3 ص 502، 517).

[2] هو يعقوب بن داود السلمي، كان وزير للمهدي ثم غضب عليه و سجنه في المطبق و ما زال به حتى أيام هارون الرشيد. و قد ذكره أبو الفرج في ترجمة بشار بن برد في «الأغاني» (ج 3 من هذه الطبعة).

[3] في الأصول: «فقلت».

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 10  صفحة : 303
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست