responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 10  صفحة : 285

لمّا عزم [1] المأمون على الفتك بالفضل بن سهل، و ندب له عبد العزيز بن عمران الطائيّ، و مؤنسا البصريّ، و خلفا المصريّ، و عليّ بن أبي سعد ذا القلمين، و سراجا الخادم، نمي الخبر إلى الفضل، فأظهره للمأمون و عاتبه عليه. فلمّا قتل الفضل و قتل المأمون قتلته، سأل من أين سقط الخبر إلى الفضل؟ فعرّف أنه من جهة إبراهيم بن العبّاس، فطلبه فاستتر. و كان إبراهيم عرف هذا الخبر من جهة عبد العزيز بن عمران، و كان الفضل استكتب إبراهيم لعبد العزيز بن عمران، فأخبر به الفضل. قال: و تحمّل إبراهيم بالناس على المأمون، و جرّد في أمره هشاما الخطيب المعروف بالعبّاسيّ و كان جريئا على المأمون لأنه ربّاه، و شخص إليه إلى خراسان في فتنة إبراهيم بن المهديّ، فلم يجبه المأمون إلى ما سأل. فلقيه إبراهيم مستترا و سأله عمّا عمل في حاجته.

فقال له هشام: قد وعدني في أمرك بما تحبّ. فقال له إبراهيم: أظنّ أن الأمر على غير هذا! قال: و ما تظنّ؟

قال: محلّك عند أمير المؤمنين أجلّ من أن يعدك شيئا فترضى بتأخيره، و هو أكرم من أن يعد مثلك شيئا فيؤخّره، و لكنك سمعت ما لا تحبّ فيّ فكرهت أن تغمّني به فقلت لي هذا القول، و أحسن اللّه على كل الأحوال جزاءك، فمضى هشام إلى المأمون فعرّفه خبر إبراهيم، فعجب من فطنته و عفا عنه. قال: و في هشام يقول إبراهيم بن العبّاس:

من كانت الأموال ذخرا له‌

فإنّ ذخري أملي في هشام‌

فتى يقي اللّامة عن عرضه‌

و أنهب المال قضاء الذّمام‌

مدح الفضل بن سهل:

أخبرني عمّي قال حدّثني أبو الحسين بن أبي البغل قال:

دخل إبراهيم بن العبّاس على الفضل بن سهل فاستأذنه في الإنشاد، فقال هات، فأنشده:

يمضي الأمور على بديهته‌

و تريه فكرته عواقبها

فيظلّ يصدرها و يوردها

فيعمّ حاضرها و غائبها

و إذا ألمّت صعبة عظمت‌

فيها الرزيّة كان صاحبها

المستقلّ بها و قد رسبت‌

و لوت على الأيام جانبها

و عدلتها بالحقّ فاعتدلت‌

و وسعت راغبها و راهبها

و إذا الحروب غلت بعثت لها

رأيا تفلّ به كتائبها

رأيا إذا نبت السيوف مضى‌

عزم بها فشفى مضاربها

أجرى إلى فئة بدولتها

و أقام في أخرى نوادبها

/ و إذا الخطوب تأثّلت و رست‌

هدّت فواصله نوائبها

و إذا جرت بضميره يده‌

أبدت به الدّنيا مناقبها

و أنشدني عمّي لإبراهيم بن العبّاس في الفضل بن سهل و فيه غناء:


[1] راجع الطبري في هذه القصة (ق 3 ص 1025- 1028) ففيها اختلاف عما هنا.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 10  صفحة : 285
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست