و أخبرني محمد
بن الحسن بن دريد عن عمّه العبّاس بن هشام عن أبيه أن خالد بن الصّمّة قتل في غارة
أغارتها بنو الحارث بن كعب على بني نصر بن معاوية في يوم يقال له يوم ثيل [5]،
فأصابوا ناسا من بني نصر.
و بلغ الخبر
بني جشم فلحقوهم، و رئيس بني جشم يومئذ مالك بن حزن، فاستنقذوا ما كان في أيديهم
من غنائم بني نصر، فأصابوا ذا القرن الحارثيّ أسيرا و فقئوا عين شهاب بن أبان
الحارثيّ بسهم،/ و قتل يومئذ خالد بن الصّمّة و كان مع مالك بن حزن، و أصابت بنو
جشم منهم ناسا، و كان رئيس بني الحارث بن كعب يومئذ شهاب بن أبان، و لم يشهد دريد
بن الصّمّة ذلك اليوم؛ فلما رجعوا قتلوا ذا القرن بخالد بن الصّمّة، و لما قدّم
لتضرب عنقه، صاح بأوس بن الصّمّة، و كان له صديقا، و لم يكن أوس حاضرا، فلم ينفعه
ذلك و قتل. فلما قدم أوس غضب و قال: أ قتلتم رجلا استجار باسمي! فقال عوف بن
معاوية في ذلك:
أخبرني هاشم بن
محمد الخزاعيّ قال حدّثنا أبو غسّان دماذ عن أبي عبيدة، و أخبرني عبد اللّه بن
مالك النحويّ الضّرير قال حدّثنا محمد بن حبيب عن ابن الأعرابيّ قال:
تزوّج دريد بن
الصّمّة امرأة فوجده ثيّبا، و كانوا قالوا له إنها بكر، فقام عنها قبل أن يصل
إليها،/ و أخذ سيفه فأقبل به إليها ليضربها، فتلقّته أمّها لتدفعه عنها، فوقف
يديها (أي حزّهما و لم يقطعهما)، فنظر إليها بعد ذلك و هي معصوبة فقال:
أقرّ العين أن عصبت يديها
و ما إن تعصبان على خضاب
[1]
الشليل: الغلالة تلبس تحت الدرع. و القونس: أعلى بيضة الحديد، و قيل مقدم البيضة.