responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 10  صفحة : 250

أغرته أمه بالاستعانة بأخواله في ثأر أخيه فأبى و قتل ذؤاب بن أسماء:

و قال ابن الكلبيّ: قالت ريحانة بنت معد يكرب لدريد بن الصّمّة بعد حول من مقتل أخيه: يا بنيّ إن كنت عجزت عن طلب الثأر بأخيك فاستعن بخالك و عشيرته من زبيد، فأنف من ذلك و حلف لا يكتحل و لا يدّهن و لا يمسّ طيبا و لا يأكل لحما و لا يشرب خمرا حتى يدرك ثأره، فغزا هذه الغزاة و جاءها بذؤاب بن أسماء فقتله بفنائها، و قال: هل بلغت ما في نفسك؟! قالت: نعم متّعت بك! و روي عن ابن الكلبيّ لريحانة في هذا المعنى أبيات لم تحضرني و قد كتبت خبرها.

أخوه قيس بن الصمة و مقتله:

و أمّا قتيل أبي بكر الذي ذكره دريد فإنه أخوه قيس بن الصّمّة، قتله بنو أبي بكر بن كلاب. و كان السبب في ذلك، فيما أخبرني به هاشم بن محمد عن دماذ عن أبي عبيدة، أنّه غزا في قومه بني خزاعة من بني جشم، فأغاروا على إبل لبني كعب بن أبي بكر بن كلاب، فانطلقوا بها. و خرج بنو أبي بكر بن كلاب في طلبها حتى إذا دنوا منهم قال عمرو بن سفيان الكلابيّ، و كان حازما عاقلا، امكثوا، و مضى هو متنكّرا حتى لقي رجلا من بني خزاعة فسلّم عليه و استسقاه فسقاه و انتسب له هلاليّا، فسأله عن قومه و أين مرعى إبلهم، و أعلمه أنه جاء رائدا [1] لقومه يريد مجاورتهم، فخبّره الرجل بكلّ ما أراد، فرجع إلى قومه و قد عرف بغيته، فصبح القوم فظفرت بهم بنو كلاب و قتلوا قيس بن الصّمّة، و ذهبوا بإبل بني خزاعة و ارتجعوا إبلهم [2]. و كان يقال لعمرو بن سفيان ذو السيفين، لأنه كان يلقى الحرب و معه سيفان خوفا من أن يخونه أحدهما. و إيّاه عنى دريد بن الصّمّة بقوله:

إنّ امرأ بات عمرو بين صرمته [3]

عمرو بن سفيان ذو السّيفين مغرور

يا آل سفيان ما بالي و بالكمو

هل تنتهون و باقي القول مأثور؟

يا آل سفيان ما بالي و بالكمو

أنتم كبير و في الأحلام عصفور

هلّا نهيتم أخاكم عن سفاهته‌

إذ تشربون و غاوي الخمر مدحور؟

لا أعرفن لمّة سوداء داجية

تدعو كلابا و فيها الرمح مكسور

لن تسبقوني و لو أمهلتكم [4] شرفا

عقبى إذا أبطأ الفحج [5] المخاصير [6]

خبر الحرب بين بني عامر و بني جشم و بين أسد و غطفان:

و أخبرنا بخبر ابتداء هذه الحروب محمد بن العبّاس اليزيديّ قال قرأت على أحمد بن يحيى عن ابن الأعرابيّ قال:


[1] في ب، س، ح: «زائرا» و هو تحريف.

[2] في ب، س: «أموالهم».

[3] الصرمة بكسر الصاد: القطيع من الإبل و الغنم اختلف في عدده.

[4] في ب، س: «أهملتكم».

[5] الفحج بضم الفاء و سكون الحاء: جمع أفحج أو فحجاء، وصف من الفحج بفتح الفاء و الحاء و هو تباعد ما بين أوساط الساقين من الرجل و الدابة.

[6] المخاصير: جمع مخصور و هو الذي يشتكي خصره.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 10  صفحة : 250
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست