هذه الأبيات
جمعت على غير توال؛ لأنه إنما ذكر منها ما فيه صنعة. غنّى في الأوّل و الثاني من
الأبيات ابن سريج خفيف رمل بالبنصر عن أحمد بن المكيّ و ذكر حبش أن فيهما لمعبد
لحنا من الثّقيل الأوّل بالبنصر.
و غنّى ابن
سريج في الثالث و الرابع أيضا خفيف ثقيل بالوسطى، و ذكر حبش أن فيهما لحنا من
الهزج بالوسطى لحكم [4]. و غنّى ابن سريج في الخامس و السادس لحنا من الرّمل
بالوسطى عن عمرو بن بانه. و ذكر يونس أن في السّابع و الثامن لابن سريج لحنا و لم
يذكر طريقته، و ذكر حبش أن فيهما لمالك لحنا من الثقيل الثاني بالبنصر.
/ أخبرني محمد
بن خلف بن المرزبان [5] قال أخبرني محمد بن إسحاق قال أخبرني محمد بن حبيب [6] عن
هشام بن الكلبيّ:
أنّ عمر بن أبي
ربيعة أتى عبد اللّه بن عباس و هو في المسجد الحرام فقال: متّعني اللّه بك! إنّ
نفسي قد تاقت إلى قول الشّعر و نازعتني إليه، و قد قلت منه شيئا أحببت أن تسمعه و
تستره عليّ. فقال: أنشدني، فأنشده:
أ من آل نعم أنت غاد فمبكر
فقال له: أنت
شاعر يا ابن أخي، فقل ما شئت. قال: و أنشد عمر هذه القصيدة طلحة بن عبد اللّه بن
عوف الزّهريّ و هو راكب، فوقف و ما زال شانقا [7] ناقته حتى كتبت له.
أخبرني محمد بن
خلف بن المرزبان قال حدّثني الحسين بن إسماعيل قال حدّثنا ابن عائشة عن أبيه قال:
[1]
ذو دوران (بفتح أوّله و بعد الواو راء مهملة و آخره نون): موضع بين قديد و الجحفة
(ياقوت).
[5]
المرزبان، بفتح الميم و سكون الراء و ضم الزاي و فتح الباء الموحدة و بعد الألف
نون، و هو يطلق في اللغة الفارسية على الرجل العظيم القدر، و معناه بالعربية حافظ
الحدّ، قاله ابن الجواليقيّ في كتابه «المعرّب». (انظر ابن خلكان ج 1 ص 725).
[6] كذا في
ت. و في سائر النسخ: «محمد بن أبي حبيب» و هو تحريف؛ إذ هو محمد بن حبيب أبو جعفر.
قال ياقوت: من علماء بغداد باللغة و الشعر و الأخبار و الأنساب و كان ثقة مؤدّبا،
و لا يعرف أبوه، و إنما نسب إلى أمّه. قال السيد مرتضى: «و محمد بن حبيب نسّابة، و
حبيب هذه أمّه أو جدّته». و كتبه صحيحة، و له مصنفات في الأخبار، منها كتاب
«المحبّر» و «الموشّى» و غيرهما. مات بسامرّا في ذي الحجة سنة 245 في أيام المتوكل
(راجع ترجمته في «معجم الأدباء» لياقوت «و بغية الوعاة» للسيوطيّ).
[7] يقال:
شنق البعير (من بابي ضرب و نصر) إذا جذبه بالشّناق حتى يرفع رأسه. و الشناق
كالزمام و زنا و معنى.