ثم يصيح: يا غرير أجياد [1]، يا غرير أجياد! فيقول له الحميريّ
المجلود معه: أ لا تدعنا! أ لا ترى ما نحن فيه من البلاء! يعني بقوله: يا غرير،
الحصين بن غرير الحميريّ المجلود معه، و كان صديقا للعرجيّ و خليطا. و ذكر إسحاق
تمام هذه الأبيات و أوّلها:
قال: فكان إذا
أنشد هذا البيت التفت إلى ابن غرير فصاح به: يا غرير أجياد، يا غرير أجياد! يعني
بني مخزوم، و كانت منازلهم في أجياد، فعيّرهم بأنهم ليسوا من أهل الأبطح.
و قال الزّبير
في خبره و وافقه إسحاق فذكر أنّ رجلا مرّ بالعرجيّ و هو واقف على البلس و معه ابن
غرير و قد جلدا و حلقا و صبّ الزيت على رءوسهما و ألبسا عباءتين و اجتمع الناس
ينظرون إليهما. قال: و كان الرجل صديقا
[1]
قال أبو القاسم الخوارزمي: أجياد: موضع بمكة يلي الصفا. و قد تقدّم في الحاشية
(رقم 2 ص 111) من هذا الجزء أنه إنما سمى بذلك لأن تبّعا لما قدم مكة ربط خيله فيه
فسمّى بذلك. و قال السهيليّ: إنه لم يسم بأجياد الخيل لأن جياد الخيل لا يقال فيها
أجياد، و إنما أجياد جمع جيد. و ذكر أصحاب الأخبار: أن مضاضا ضرب في ذلك الموضع
أجياد مائة رجل من العمالقة؛ فسمى ذلك الموضع بأجياد لذلك. و ردّ ذلك بأن الجوهريّ
حكى أن العرب تجمع جوادا على أجياد.
[2] التراقي:
جمع ترقوة و هي مقدّم الحلق في أعلى الصدر حيثما يترقى فيه النفس.
[8] في ت:
«مولعة التراقي». و في أ، ب، س: «مزلفة التراقي». و في م، ء: «مزلفة البراقي». و
في ح: «ثناها عن مولعة البراق». و لم يظهر لنا فيها معنى نطمئن إليه.
[9] كذا في
أكثر النسخ. و السجال: جمع سجل و هو الدلو العظيمة مملوءة. و في ت: «سجال الدمع».