responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 317

ثم يصيح: يا غرير أجياد [1]، يا غرير أجياد! فيقول له الحميريّ المجلود معه: أ لا تدعنا! أ لا ترى ما نحن فيه من البلاء! يعني بقوله: يا غرير، الحصين بن غرير الحميريّ المجلود معه، و كان صديقا للعرجيّ و خليطا. و ذكر إسحاق تمام هذه الأبيات و أوّلها:

و كم من كاعب حوراء بكر

ألوف السّتر واضحة التّراقي [2]

بكت جزعا و قد سمرت [3] كبول [4]

و جامعة [5] يشدّ بها خناقي‌

/ على دهماء مشرفة سموق [6]

ثناها [7] القمح مزلقة [8] التّراقي‌

عليّ عباءة بلقاء ليست‌

مع البلوى تغيّب نصف ساقي‌

كأنّ على الخدود و هنّ شعث‌

سجال [9] الماء يبعث في السّواقي‌

فقلت تجلّدا و حلفت صبرا

أبالي اليوم [10] ما دفعت [11] مآقي [12]

سينصرني الخليفة بعد ربّي‌

و يغضب حين يخبر عن مساقي‌

و تغضب لي بأجمعها قصيّ‌

قطين البيت و الدّمث الرّقاق‌

بمجتمع السّيول إذ تنحّى‌

لئام الناس في الشّعب العماق‌

قال: فكان إذا أنشد هذا البيت التفت إلى ابن غرير فصاح به: يا غرير أجياد، يا غرير أجياد! يعني بني مخزوم، و كانت منازلهم في أجياد، فعيّرهم بأنهم ليسوا من أهل الأبطح.

و قال الزّبير في خبره و وافقه إسحاق فذكر أنّ رجلا مرّ بالعرجيّ و هو واقف على البلس و معه ابن غرير و قد جلدا و حلقا و صبّ الزيت على رءوسهما و ألبسا عباءتين و اجتمع الناس ينظرون إليهما. قال: و كان الرجل صديقا


[1] قال أبو القاسم الخوارزمي: أجياد: موضع بمكة يلي الصفا. و قد تقدّم في الحاشية (رقم 2 ص 111) من هذا الجزء أنه إنما سمى بذلك لأن تبّعا لما قدم مكة ربط خيله فيه فسمّى بذلك. و قال السهيليّ: إنه لم يسم بأجياد الخيل لأن جياد الخيل لا يقال فيها أجياد، و إنما أجياد جمع جيد. و ذكر أصحاب الأخبار: أن مضاضا ضرب في ذلك الموضع أجياد مائة رجل من العمالقة؛ فسمى ذلك الموضع بأجياد لذلك. و ردّ ذلك بأن الجوهريّ حكى أن العرب تجمع جوادا على أجياد.

[2] التراقي: جمع ترقوة و هي مقدّم الحلق في أعلى الصدر حيثما يترقى فيه النفس.

[3] سمرت: شدّت.

[4] الكبول: جمع كبل و هو القيد. و في ت: «كبولى».

[5] الجامعة هنا: الغل.

[6] كذا في أكثر النسخ، و هو صيغة مبالغة من سمق الشي‌ء فهو سامق إذا علا و ارتفع. و في م، ء: «بسوق» و بسق الشي‌ء من هذا المعنى أيضا. و في ت: «سبوق».

[7] في م، ء: «بناها القمح».

[8] في ت: «مولعة التراقي». و في أ، ب، س: «مزلفة التراقي». و في م، ء: «مزلفة البراقي». و في ح: «ثناها عن مولعة البراق». و لم يظهر لنا فيها معنى نطمئن إليه.

[9] كذا في أكثر النسخ. و السجال: جمع سجل و هو الدلو العظيمة مملوءة. و في ت: «سجال الدمع».

[10] في ب، س، ح: «إلى ذا اليوم».

[11] كذا في ت. و في أ، ء، م: «دمعت». يريد لا أبالي اليوم بما دفعته أو دمعته عيناي من الدموع. و في ب، س، ح: «رفعت».

[12] المآقي: جمع مؤق بوزن مؤت، و مؤقى العين كمؤقها و مأقها: حرفها الذي يلي الأنف.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 317
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست