قال فقلت لها: فإنّي أسأل اللّه ألّا يعذّب هذا الوجه بالنّار. قال:
و بلغ ذلك سعيد بن المسيّب فقال: أما و اللّه لو كان من بعض بغضاء [1] العراق لقال
لها: اعزبي قبّحك اللّه! و لكنّه ظرف عبّاد أهل الحجاز. و قد رويت هذه الحكاية عن
أبي حازم الأعرج و هو سلمة بن دينار، و قد روى أبو حازم عن أبي هريرة و سهل بن سعد
و غيرهما، و روى عنه مالك و ابن أبي أيّوب. و الحكاية عنه في هذا أصحّ منها عن عبد
اللّه العمري، حدّثنا بهذا وكيع. و الغناء في هذه الأبيات لعرار المكّيّ ثاني
ثقيل. و فيه خفيف ثقيل لمعبد، و فيها لعبد اللّه بن العبّاس الرّبيعيّ ثقيل أوّل،
و يقال إنّ خفيف الثقيل لابن سريج، و يقال للغريض.
غناء عبد
اللّه بن العباس الربيعي في شعر العرجيّ
أخبرني الحسن
بن عليّ قال حدّثنا عبد اللّه بن أبي سعد قال حدّثني أبو ثوبة قال: قال عبد اللّه
[2] بن العبّاس: دعاني المتوكّل، فلمّا جلست مجلس المنادمة قال لي: يا عبد اللّه،
تغنّ، فغنّيته في شعر مدحته به، فقال: أين هذا من غنائك في:
فقلت: يا أمير
المؤمنين، إنّ صنعتي حينئذ كانت و أنا شابّ عاشق، فإن استطعت ردّ شبابي و عشقي
صنعت مثل تلك الصنعة. فقال هيهات! و قد لعمري [5] صدقت، و وصلني. و الأبيات التي فيها
الغناء المذكور من شعر العرجيّ يقوله في جيداء أمّ محمد بن هشام بن إسماعيل
المخزوميّ، و كان يهجوه و يشبّب بأمه و بامرأته، و كان محمد تيّاها شديد الكبر
جبّارا، فلم يزل يتطلّب عليه العلل حتى حبسه و قيّده بعد أن ضربه بالسّوط و أقامه
على البلس للناس. و اختلف الرّواة في السبب الذي اعتلّ به عليه، و قد ذكرت ذلك في
رواياتهم:
هجاء العرجيّ
محمد بن هشام بن إسماعيل المخزومي و تشبيبه بأمه
أخبرني بخبره
أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ و حبيب بن نصر المهلّبيّ قالا حدّثنا عمر بن شبّة، و
أخبرنا أحمد بن محمد بن إسحاق قال أخبرنا الحرميّ بن أبي العلاء قال حدّثنا
الزّبير بن بكّار قال حدّثني عمّي مصعب و محمد بن الضّحاك الحزاميّ [6] عن الضّحاك
بن عثمان، و ذكره حمّاد بن إسحاق عن أبيه عن أيّوب بن عباية،
[2] كذا في
ت، ح. و في سائر النسخ: «أبو عبد اللّه بن العباس». و لفظ «أبو» زيادة من الناسخ؛
إذ هو عبد اللّه بن العباس الربيعي، و كان شاعرا مطبوعا و مغنيا محسنا جيد الصنعة
نادرها حسن الرواية، حلو الشعر ظريفة، ليس من الشعر الجيد الجزل و لا من المرذول و
لكنه شعر مطبوع ظريف مليح المذهب من أشعار المترفين و أولادهم النعم. و ترجمته في
الجزء السابع عشر من «الأغاني» طبع بلاق.
[3] كذا في
أكثر النسخ. و في ت: «من بعد حلة». و الحلة بالكسر: القوم النزول. و في ح: «من بعد
خلة» و الخلة: الصديقة.
[4] سرف
ككتف: موضع على ستة أميال من مكة، و قيل سبعة و تسعة و عشرة و اثني عشر، تزوّج به
رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ميمونة بنت الحارث و هناك بني بها و هناك
توفيت.
[6] كذا في
ت. و في ب، س: «الخزاميّ». و في أ، م، ء: «الحراميّ». و لم تذكر هذه الكلمة في ح.
و ما في ت هو الصحيح؛ قال الذهبيّ في «المشتبه في أسماء الرجال» في الكلام على
الحزامي: و بزاي الضحاك ابن عثمان الحزامي مشهور و ابنه محمد بن الضحاك أ ه.