responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 225

تقدير ابن أبي عتيق لابن سريج‌

قال حمّاد: و قرأت على أبي عن/ هشام بن المرّيّة قال: كان ابن عتيق يسوق في كلّ عام عن ابن سريج بدنة و ينحرها عنه، و يقول: هذا أقلّ حقّه علينا.

اعتراف معبد لابن سريج بالسبق عليه في صنعة الغناء

قال حمّاد: قال أبي و قال مخلد بن خداش المهلّبيّ: كنّا بالمدينة في مجلس لنا و معنا معبد، فقدم من مكة إلى المدينة فدخل علينا ليلا، فجلس معبد يسائله عن/ الأخبار و هو يخبره و لا نسمع ما يقول. فالتفت إلينا معبد فقال: أصبحت أحسن الناس غناء. فقيل له: أ و لم تكن كذلك؟ قال: لا [1] حيث كان ابن سريج حيّا، إنّ هذا أخبرني أنّ ابن سريج قد مات. ثم كان بعد ذلك إذا غنّى صوتا فأعجبه غناؤه قال: أصبحت اليوم سريجيّا.

أبو السائب المخزوميّ و أغاني ابن سريج‌

قال حمّاد: حدّثني أبي قال حدّثني أبو الحسن المدائنيّ قال: قال معبد: أتيت أبا السّائب- المخزومي و كان يصلّي في كل يوم و ليلة ألف ركعة- فلمّا رآني تجوّز [2] و قال: ما معك من مبكيات ابن سريج؟ قلت قوله:

و لهنّ بالبيت العتيق لبانة

و البيت يعرفهنّ لو يتكلّم‌

لو كان حيّا قبلهن ظعائنا

حيّا الحطيم وجوههنّ و زمزم‌

لبثوا ثلاث منى [3] بمنزل غبطة

و هم على سفر لعمرك ما هم‌

متجاورين بغير دار إقامة

لو قد أجدّ [4] تفرّق لم يندموا

فقال لي: غنّه، فغنّيته. ثم قام يصلّي فأطال، ثم تجوّز إليّ فقال: ما معك من مطرباته و مشجياته؟

فقلت: قوله:

لسنا نبالي حين ندرك حاجة

ما بات أو ظلّ المطيّ معقّلا

فقال لي: غنّه، فغنّيته. ثم صلّى و تجوّز إليّ و قال: ما معك من مرقصاته؟ فقلت:

فلم أر كالتّجمير منظر ناظر

و لا كليالي الحجّ أفتنّ ذا هوى‌

فقال: كما أنت حتى أتحرّم لهذا بركعتين.

تغني ابن سريج و الغريض بمسمع من عطاء بن أبي رباح و تفضيله ابن سريج على الغريض‌

قال حمّاد: و أخبرني أبي عن إبراهيم بن المنذر الحزاميّ، و ذكر أبو أيّوب المدينيّ عن الحزاميّ قال حدّثني عبد الرحمن بن إبراهيم المخزوميّ قال:


[1] في ح، ر: «قال: لا، لم أكن كذلك حيت كان ابن سريج حيا».

[2] تجوّز في صلاته: خفّف فيها.

[3] يريد ثلاث ليالي التشريق و هي التي يبيت فيها الحاجّ بمنى.

[4] أجدّ يستعمل لازما و متعدّيا؛ يقال: أجدّ الرجل في الأمر إذا كان فيه ذا جدّ، و أجدّ الرجل السير أو الرحيل: اعتزمه.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 225
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست