قال: و لقيه
الحزين الكنانيّ يوما فأنشده هذين البيتين؛ فقال له عمر: اذهب [5] اذهب، ويلك! فإنك
لا تحسن أن تقول:
صوت
ليت هندا أنجزتنا ما تعد
و شفت أنفسنا مما تجد
و استبدّت مرة واحدة
إنّما العاجز من لا يستبدّ
/ لابن سريج في هذا الشعر [6] رمل بالخنصر في
مجرى البنصر عن إسحاق، و خفيف رمل [أيضا] [7] في هذه الإصبع و هذا المجرى عن ابن
المكيّ. و لمالك [فيه] [8] ثقيل أوّل عن الهشاميّ. و لمتيم ثاني ثقيل عن ابن
المعتزّ. و ذكر أحمد [9] بن أبي العلاء عن مخارق أنّ خفيف الرّمل ليحيى المكيّ
صنعه و حكى فيه لحن [هذا الصوت] [10]:
حدّثني عليّ بن
صالح قال حدّثني أبو هفّان عن إسحاق الموصليّ عن رجاله المذكورين:
أنّ الثّريّا
واعدت عمر بن أبي ربيعة أن تزوره، فجاءت في الوقت الذي ذكرته، فصادفت أخاه الحارث
قد
[1]
كذا في ت. و في سائر الأصول: «أنفحة». و النفحة: الضربة.
[2] في ر:
«أناة» و الأناة من النساء: التي فيها فتور عن القيام و تأنّ، و الوهنانة نحوها.
[3] أعاد
الضمير على المثنى مفردا بتأويل المذكور أو ذلك، مما يصح إطلاقه على الواحد و
المتعدّد؛ و مثاله قوله تعالى: (وَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ)، و قول
رؤبة:
فيها خطوط من سواد و بلق
كأنه في الجلد توليع البهق
روى أن أبا
عبيدة قال لرؤبة لما أنشد هذا البيت: إن أردت الخطوط فقل كأنها، أو السواد و البلق
فقل كأنهما؛ فقال: أردت ذلك.
(انظر
«المغنى» مع حاشية الدسوقي طبع بولاق ج 2 ص 392 و «تفسير الآلوسي» طبع بولاق الجزء
الثالث ص 331). و قد يوجه بأنه جعل السنّين كالمثنى الذي حكمه حكم الواحد كالعينين
و الأذنين؛ فإنك تقول: رأته عيناي فما كذبتها. و على هذا لو كان «كسرت» بدل «كسرا»
في البيت الأول لكان خيرا من تذكير الضمير.
[11] سيأتي
في الجزء الخامس من «الأغاني» (ص 200 من هذه الطبعة) في نسب إبراهيم الموصليّ و
أخباره هذا الشعر: «ليت هند الخ» و بعده: «الشعر لعمر بن أبي ربيعة ... إلى قوله:
و فيه لمالك خفيف ثقيل بالخنصر و البنصر عن يحيى المكيّ، و ذكره إسحاق في هذه
الطريقة و لم ينسبه إلى أحد، و قال الهشاميّ: أدل شيء على أنه لمالك شبهه للحنة: