/ فقال لها: جعلت فداك! إنّ القلب إذا هوي نطق اللسان بما يهوى. فمكث
عندها شهرا لا يدري أهله أين هو. ثم استأذنها في الخروج. فقالت له: بعد أن فضحتني!
لا و اللّه لا تخرج إلا بعد أن تتزوّجني. ففعل و تزوّجها؛ فولدت منه ابنين أحدهما
جوان؛ و ماتت عنده.
عمر و لبابة
بنت عبد اللّه بن العباس امرأة الوليد بن عتبة بن أبي سفيان
أخبرني حبيب بن
نصر المهلّبيّ قال حدّثنا الزّبير بن بكّار قال حدّثني عبد الجبّار بن سعيد [1]
قال حدّثني إبراهيم بن يعقوب بن أبي عبد اللّه عن أبيه عن جدّه:
أنّ عمر رأى
لبابة بنت عبد اللّه بن العباس امرأة الوليد بن عتبة بن أبي سفيان تطوف بالبيت،
فرأى أحسن خلق اللّه، فكاد عقله يذهب، فسأل عنها فأخبر بنسبها؛ فنسب بها و قال
فيها:
[9] عقل الوعل يعقل عقولا: امتنع في الجبل؛ و
به سمى الوعل عاقلا، على حدّ التسمية بالصفة؛ و منه المثل: «إنما هو كبارح الأروى
قليلا ما يرى». و الأروى: (جمع أرويّة) و هي تيوس الجبل البرية، و مساكنها في قنان
الجبال و لا يكاد الناس يرونها سانحة و لا بارحة إلا في الدهر مرّة. (انظر
«اللسان» مادة عقل و برح).