لعبد اللّه بن
العباس خفيف رمل بالبنصر عن الهشاميّ، و فيه للدّلال خفيف ثقيل عنه أيضا. و لأبي
سعيد مولى فائد [1] في الأوّل و الثاني ثقيل أوّل/ عن الهشاميّ أيضا، و من الناس
من ينسب لحنه إلى سنان الكاتب و ينسب لحن سنان إليه- قال: و جلس معها يحادثها،
فأطلعت رأسها إلى البيت و قالت: يا بناتي، هذا أبو الخطّاب عمر بن أبي ربيعة عندي،
فإن كنتنّ تشتهين أن ترينه فتعالين. فجئن إلى مضرب [2] قد حجزن [3] به دون بابها
فجعلن يثقبنه و يضعن أعينهن عليه يبصرن. فاستسقاها عمر، فقالت له: أيّ الشراب أحبّ
إليك؟ قال: الماء. فأتي بإناء فيه ماء، فشرب منه، ثم ملأ فمه فمجّه عليهنّ. في [4]
وجوههنّ من وراء الحاجز، فصاح الجواري و تهاربن و جعلن يضحكن. فقالت له العجوز:
ويلك! لا تدع مجونك و سفهك مع هذه السنّ! فقال: لا تلوميني، فما ملكت نفسي لمّا
سمعت من حركاتهن أن فعلت ما رأيت.
حديث عمر مع
المرأة التي رآها في الطواف و ارتحل معها إلى العراق
أخبرني محمد بن
خلف بن المرزبان قال حدّثني أحمد بن منصور بن أبي العلاء [5] الهمدانيّ [6] قال
حدّثني عليّ بن طريف [7] الأسديّ قال:
/ سمعت أبي
يقول: بينما عمر بن أبي ربيعة يطوف بالبيت إذ رأى امرأة من أهل العراق فأعجبه
جمالها، فمشى معها حتّى عرف موضعها، ثم أتاها فحادثها و ناشدها و ناشدته [8] و
خطبها. فقالت: إنّ هذا لا يصلح هاهنا، و لكن إن جئتني إلى بلدي و خطبتني إلى أهلي
تزوّجتك. فلما ارتحلوا جاء إلى صديق له من بني سهم و قال له: إنّ لي إليك حاجة
أريد أن تساعدني عليها، فقال له نعم. فأخذ بيده و لم يذكر له ما هي، ثم أتى منزله
فركب نجيبا له و أركبه نجيبا [آخر [9]]، و أخذ معه ما يصلحه، و سارا لا يشكّ
السّهميّ في أنه يريد سفر يوم أو يومين، فما زال يحفد [10] حتّى لحق بالرّفقة، ثم
سار بسيرهم يحادث المرأة طول طريقه و يسايرها و ينزل عندها إذا نزلت حتّى ورد
العراق. فأقام أيّاما، ثم راسلها يتنجّزها وعدها، فأعلمته أنها كانت متزوجة ابن
عمّ [11] لها و ولدت منه أولادها ثم
[10] حفد (من
باب ضرب): خفّ و أسرع. و في ت: «يحثّ»؛ يقال: حثه و استحثّه و احتثه فاحتثّ، أي
استعجله و حضّه على السير.
و في أ، م، ء:
«يخبّ» و الخبب: ضرب من العدو، و قيل هو الرمل و هو الهرولة في السير.
[11] كذا في
ت. و في سائر النسخ: «متزوّجة بابن عم». قال في «اللسان» نقلا عن «التهذيب»: و ليس
من كلامهم تزوّجت بامرأة و لا زوّجت منه امرأة. و قوله تعالى: (وَ
زَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ)* أى قرنّاهم بهنّ. و قال الفراء: تزوّجت
بامرأة لغة في أزد شنوءة.