responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب    الجزء : 1  صفحة : 94

في الخدّ إن عزم الخليط رحيلا

مطر يزيد به الخدود نحولا

قرن الدمع بالمطر ثم حذفه و أبقى المشبه به.

و قوله:

و أقبل يمشي في البساط فما درى‌

الى البحر يسعى أم البدر يرتقي‌

ربط سيف الدولة الحمداني بالبحر.

و قول ديك الجن:

لمّا نظرت اليّ عن حدق المها

و بسمت عن متفتّح النوّار

و عقدت بين قضيب بان أهيف‌

و كثيب رمل عقدة الزّنّار

عفّرت خدّي في الثرى لك طائعا

و عزمت فيك على دخول النار

ربط بين فمها و متفتح النوار، و بين جسمها و قضيب البان. و هذه الاستعارة من روائع الاستعارات، و لذلك قال ابن الاثير: «و هذه الأبيات لا تجد لها في الحسن شريكا، و لأن يسمى قائلها شحرورا أولى من أن يسمّى ديكا» [1].

و منها قوله أيضا:

لا و مكان الصليب في النحر من

ك، و مجرى الزنّار في الخصر

و الخال في الخدّ إذ أشبّهه‌

وردة مسك على ثرى تبر

و حاجب مدخطّه قلم الحس

ن بحبر البهاء لا الحبر

و أقحوان بفيك منتظم‌

على شبيه من رائق الخمر

الاستعارة التّمثيليّة:

سماها القزويني المجاز المركب و قال: «و أما المجاز المركب فهو اللفظ المركب المستعمل فيما شبّه بمعناه الأصلي تشبيه التمثيل للمبالغة في التشبيه أي تشبيه احدى صورتين منتزعتين من أمرين أو أمور بالأخرى، ثم تدخل المشبهة في جنس المشبه بها مبالغة في التشبيه فتذكر بلفظها من غير تغيير بوجه من الوجوه» [2].

و قال السيوطي: «هي أن يكون وجه الشبه فيها منتزعا من متعدد» [3]، و الى ذلك ذهب المدني‌ [4] مثالها ما كتبه الوليد بن يزيد لما بويع الى مروان بن محمد و قد بلغه أنه متوقف في البيعة له: «أراك تقدّم رجلا و تؤخر أخرى فاذا أتاك كتابي هذا فاعتمد على أيهما شئت و السّلام». شبّه صورة تردده في المبايعة بصورة تردد من قام ليذهب في أمر فتارة يريد الذهاب فيقدم رجلا و تارة لا يريد فيؤخر أخرى.

و من هذا اللون قوله تعالى: وَ الْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ [5]، إذ المعنى انّ مثل الأرض في تصرفها تحت أمر اللّه و قدرته مثل الشي‌ء يكون في قبضة اخذ له منا، و الجامع يده عليه.

و منه قول الرماح بن ميادة:

ألم تك في يمنى يديك جعلتني‌

فلا تجعلنّي بعدها في شمالكا

و لو أنني أذنبت ما كنت هالكا

على خصلة من صالحات خصالكا

و قول عمير بن الايهم:

راح القطين من الأوطان أو بكروا

و صدّقوا من نهار الأمس ما ذكروا


[1] المثل السائر ج 1 ص 377.

[2] الايضاح ص 304، التلخيص ص 322.

[3] معترك ج 1 ص 283.

[4] أنوار الربيع ج 1 ص 251.

[5] الزمر 67.

اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب    الجزء : 1  صفحة : 94
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست