responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب    الجزء : 1  صفحة : 76

و جمع السيوطي بين الاستدراك و الاستثناء [1]، و ذكر لكل منهما مثالا خاصا و فصل بينهما في «شرح عقود الجمان» و وضع لكل واحد فصلا، و عرّف الاستدراك بمثل ما عرفه المصري و ذكر أمثلته‌ [2]. و فعل مثل ذلك المدني‌ [3].

و من أمثلة ابن المعتز قول بشار:

نبئت فاضح أمه يغتابني‌

عند الأمير و هل عليّ أمير

و من أمثلة البغدادي قول زهير:

قف بالديار التي لم يعفها القدم‌

بلى و غيّرها الأرواح و الدّيم‌

و قول الأعرابي:

أ ليس قليلا نظرة إن نظرتها

إليك و كلا ليس منك قليل‌

و من أمثلة المصري و غيره قوله تعالى: إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيا وَ هُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوى‌ وَ الرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَ لَوْ تَواعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعادِ وَ لكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً كانَ مَفْعُولًا، لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَ يَحْيى‌ مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ [4]. فاللّه سبحانه أخبر عن الأمر الواقع بخبر أخرجته الفصاحة مخرج المثل، و قوّى دليل الكلام بذكر العلة حيث قال بلفظ الاستدراك: وَ لكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً كانَ مَفْعُولًا.

و منه قول ابن الدويدة المغربي فيمن أودعت عنده وديعة فادّعى ضياعها:

إن قال قد ضاعت فيصدق أنها

ضاعت و لكن منك يعني لو تعي‌

أو قال قد وقعت فيصدق أنها

وقعت و لكن منه أحسن موقع‌

و قال الأرجاني:

غالطتني إذ كست جسمي ضنى‌

كسوة أعرت عن اللحم العظاما

ثم قالت أنت عندي في الهوى‌

مثل عيني، صدقت لكن سقاما

و قال ابن أبي حجلة:

شكوت الى الحبيبة سوء حظّي‌

و ما ألقاه من ألم البعاد

فقالت أنت حظّك مثل عيني‌

فقلت: نعم، و لكن في السواد

و قال المعري:

فيا دارها بالحزن إنّ مزارها

قريب و لكن دون ذلك أهوال‌

الاستدعاء:

الاستدعاء من استدعى، و كان قدامة قد تحدث عن عيوب ائتلاف المعنى و القافية و قال: «و من عيوب هذا الجنس أن يؤتى بالقافية لتكون نظيرة لاخواتها في السجع لا لأنّ لها فائدة في معنى البيت» [5] كقول أبي عدي القرشي:

و وفيت الحتوف من وارث وا

ل و أبقاك صالحا ربّ هود

فليس نسبة هذا الشاعر اللّه- عز و جل- الى أنه «رب هود» بأجود من نسبته الى أنه «رب نوح» و لكن القافية كانت دالية فأتى بذلك للسجع لا لافادة معنى بما أتى به منه.

و سماه ابن رشيق الاستدعاء و قال عنه: «هو ألا يكون للقافية فائدة إلا كونها قافية فقط فتخلو حينئذ


[1] معترك ج 1 ص 390، الاتقان ج 2 ص 88.

[2] شرح عقود الجمان ص 132، و ينظر الروض المريع ص 97، نفحات ص 97، شرح الكافية ص 110.

[3] أنوار ج 1 ص 385.

[4] الأنفال 42.

[5] نقد الشعر ص 255.

اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب    الجزء : 1  صفحة : 76
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست