responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب    الجزء : 1  صفحة : 640

خيّرا و لا فاسقا» و «ما جاءني أحمر و لا أسمر». و وجه الكلام أن نقول: «ما جاءني أحمر و لا أسود» و «ما صاحبت خيّرا و لا شريرا» و «فلان شديد البأس عظيم النكاية و جواد الكف كثير العرف» و ما يجري مع ذلك لأنّ السمرة لا تخالف السواد غاية المخالفة، و نقاء الثغر لا يخالف شدة البأس و لا يوافقه» «1».

و قال القرطاجني: «و إنما تكون المقابلة في الكلام بالتوفيق بين المعاني التي يطابق بعضها بعضا و الجمع بين المعنيين اللذين تكون بينهما نسبة تقتضي لأحدهما أن يذكر مع الآخر من جهة ما بينهما من تباين أو تقارب على صفة من الوضع تلائم بها عبارة أحد المعنيين عبارة الآخر كما لاءم كلا المعنيين في ذلك صاحبه» «2».

المقارنة:

قارن الشي‌ء الشي‌ء مقارنة و قرانا: اقترن به و صاحبه، و اقترن الشي‌ء بغيره و قارنته قرانا: صاحبته، و قرنت الشي‌ء بالشي‌ء: وصلته «3».

المقارنة من مبتدعات المصري، قال هو «أن يقرن الشاعر الاستعارة بالتشبيه أو المبالغة أو غير ذلك من المعاني في كلامه بوصل يخفى أثره و يدقّ موضعه إلّا عن الحاذق المدمن النظر في هذه الصناعة» «4». و فرّق بين هذا النوع و الإبداع فقال: «المقارنة و هو أن يقترن بديعان في كلمة من الكلام و الفرق بين هذا الباب و باب الإبداع، أنّ الإبداع عبارة عن الإتيان ببديعين فصاعدا في الكلمة المفردة من غير اقتران» «5». و من المقارنة قوله تعالى: وَ هُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزارَهُمْ عَلى‌ ظُهُورِهِمْ أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ «6» فإنّ هذه الآية الكريمة اقترن فيها التنكيت بتجنيس التغاير، أمّا التنكيت ففي قوله تعالى: عَلى‌ ظُهُورِهِمْ و النكتة في ترجيح الحمل على الظهور دون الرؤوس كون الظهور أقوى للحمل فأشار سبحانه الى ثقل الأوزار، و التجنيس بين أَوْزارَهُمْ و يَزِرُونَ لأنّ الأولى اسم و الثانية فعل. و أكثر ما يقع ذلك بالجمل الشرطية كقول ادريس بن اليمان من شعراء المغرب:

و كنت إذا استنزلت من جانب الرضى نزلت نزول الغيث في البلد المحل‌

و إن هيّج الأعداء منك حفيظة وقعت وقوع النار في الحطب الجزل‌

فان هذا الشاعر لاءم بين الاستعارة في صدر البيت الأول و التشبيه في عجز البيت. و من المقارنة ما يقرنه الشاعر من شعر غيره بشعره و هو عكس الإبداع و الاستعانة، لأنّ الشاعر في هذين البابين يقدّم شعر نفسه على شعر غيره و في المقارنة يقدّم شعر غيره على نفسه، كما قال الرشيد هارون للمجاز يوما أجز: «الملك للّه وحده» فقال المجاز:

«و للخليفة بعده»، «و للمحب إذا ما حبيبه بات عنده» «7».

و من المقارنة ما يقرنه الشاعر من شعر نفسه فيكون في فن فاذا قرن البيت بآخر صار من فن غيره، و من ذلك قول بعضهم:

له حقّ و ليس عليه حقّ و مهما قال فالحسن الجميل‌

و قد كان الرسول يرى حقوقا عليه لغيره و هو الرّسول‌

فإنّ البيت الأوّل مدح محض، فلما اقترن بالثاني صار


(1) كتاب الصناعتين ص 339، و ينظر كفاية الطالب ص 144، المنصف ص 67.

(2) منهاج البلغاء ص 52، و ينظر الروض المريع ص 107.

(3) اللسان (قرن).

(4) تحرير التحبير ص 603.

(5) بديع القرآن ص 318.

(6) الانعام 31.

(7) هذا شعر و لكن كتب هكذا لينسجم مع كتابة الرواية.

اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب    الجزء : 1  صفحة : 640
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست