responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب    الجزء : 1  صفحة : 623

نفسه.

و أما ما شاكل فيه غيره فكقول جرير:

إن العيون التي في طرفها حور

قتلننا ثمّ لم يحيين قتلانا

يصرعن ذا اللّبّ حتى لا حراك به‌

و هنّ أضعف خلق اللّه إنسانا

و قول عدي بن الرقاع:

و كأنّها بين النساء أعارها

عينيه أحور من جآذر جاسم‌

و سنان أقصده النعاس فرنّقت‌

في عينه سنة و ليس بنائم‌

فالمشاكلة بين الرجلين من جهة أنّ كلا منهما وصف العيون بالمرض و الفتور فأبرز معناه في صورة غير الصورة الاخرى بحسب قوة عارضته في السبك و حسن اختياره اللفظ و جودة ذهنه في الزيادة و النقص في التفضيل بين هذين الشاعرين بحيث لا يسعه هذا المكان.

و ذكر الزمخشري المشاكلة و قال: «شهد رجل عند شريح فقال: «إنك لسبط الشهادة» فقال الرجل:

«إنها لم تجعد عني» فقال: «لله بلادك» و قبل شهادته.

فالذي سوّغ بناء الجار و تجعيد الشهادة هو مراعاة المشاكلة و لو لا بناء الدار لم يصح بناء الجار و سبوطة الشهادة لا متنع تجعيدها.

مشاكلة اللّفظ للّفظ:

و هي قسمان: المشاكلة بالثاني للأوّل كقوله تعالى: وَ امْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَ أَرْجُلَكُمْ‌ على مذهب الجمهور و إنّ الجر للجوار، و قوله تعالى:

وَ النَّجْمُ وَ الشَّجَرُ يَسْجُدانِ وَ السَّماءَ رَفَعَها.

و المشاكلة بالأوّل للثاني كما في قراءة إبراهيم بن أبي عبيلة: «الحمدِ للّه» بكسر الدال‌.

مشاكلة اللّفظ للمعنى:

مشاكلة اللفظ للمعنى من أبواب عمود الشعر التي حدّدها القدماء قال المرزوقي: «و عيار مشاكلة اللفظ للمعنى و شدة اقتضائهما للقافية طول الدّربة و دوام المدارسة».

و قال الزركشي: «و متى كان اللفظ جزلا كان المعنى كذلك»، و منه قوله تعالى: إِنَّ مَثَلَ عِيسى‌ عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ‌. و لم يقل من «طين» كما أخبر به سبحانه في غير موضع‌ إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ‌، إنما عدل من الطين الذي هو مجموع الماء و التراب الى ذكر مجرد التراب لمعنى لطيف، و ذلك أنّه أدنى العنصرين و أكثفهما لما كان المقصود مقابلة من ادّعى في المسبح الالهية أتى بما يصغر أمر خلقه عند من ادعى ذلك فلهذا كان الإتيان بلفظ التراب أمسّ في المعنى من غيره من العناصر و لما أراد سبحانه الامتنان على بني إسرائيل أخبرهم أن يخلق لهم من الطين كهيئة الطير تعظيما لأمر ما يخلقه باذنه إذ كان المطلوب الاعتداد عليهم بخلقه ليعظموا قدر النعمة به.

و منه قوله تعالى: وَ اللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ. فانه سبحانه إنما اقتصر على ذكر الماء دون بقية العناصر لانه أتى بصيغة الاستغراق، و ليس في العناصر الاربع ما يعمّ‌


[1] الكاشف ج 1 ص 85، و تنظر رسالة في تحقيق المشاكلة (رسائل ابن كمال باشا) ج 1 ص 70.

[2] المائدة 6.

[3] الرحمن 6- 7.

[4] الفاتحة 2.

[5] البرهان في علوم القرآن ج 3 ص 377.

[6] شرح ديوان الحماسة ج 1 ص 11.

[7] البرهان ج 3 ص 378.

[8] آل عمران 59.

[9] ص 71.

[10] النور 45.

اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب    الجزء : 1  صفحة : 623
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست