responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب    الجزء : 1  صفحة : 598

فإن تكن الأيّام أحسنّ مرّة

إليّ فقد عادت لهنّ ذنوب‌

فقد ضمن «عادت» معنى «صارت». و ليس هذا من المجاز عند الآخرين.

مجاز الحذف:

هو المجاز بالنقصان، و كان الأوائل كسيبويه و الفرّاء قد ذكروه و قالوا إنّه على اتّساع الكلام‌ [1] مثاله أنّ المضاف اليه يكتسب إعراب المضاف في نحو قوله تعالى: وَ سْئَلِ الْقَرْيَةَ [2]. فإنّ الحكم الذي يجب للقرية في الأصل هو الجر، و النصب فيها مجاز.

و منه قوله تعالى: وَ اخْتارَ مُوسى‌ قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا [3] اي: اختار من قومه، فانّ الحكم الذي يجب ل قَوْمَهُ‌ هو الجر، و النصب فيه مجاز.

و لا يسمّى كل حذف مجازا و قد أوضح عبد القاهر ذلك بقوله: «و لا ينبغي أن يقال إنّ وجه المجاز في هذا الحذف فإنّ الحذف اذا تجرد عن تغيير حكم من أحكام ما بقي بعد الحذف لم يسمّ مجازا، ألا ترى أنّك تقول: «زيد منطلق و عمرو» فتحذف الخبر ثم لا توصف جملة الكلام من أجل ذلك بأنّه مجاز، و ذلك لأنّه لم يؤدّ الى تغيير حكم فيما بقي من الكلام و يزيده تقريرا أنّ المجاز اذا كان معناه أن تجوز بالشي‌ء موضعه و أصله فالحذف بمجرّده لا يستحقّ الوصف به لأنّ ترك الذكر و إسقاط الكلمة من الكلام لا يكون نقلا لها عن أصلها إنّما يتصور النقل فيما دخل تحت النطق. و اذا امتنع أن يوصف المحذوف بالمجاز بقي القول فيما لم يحذف. و ما لم يحذف و دخل تحت الذكر لا يزول عن أصله و مكانه حتى يغير حكم من أحكامه او يغير عن معانيه، فاما و هو على حاله و المحذوف مذكور فتوهم ذلك فيه من أبعد المحال فاعرفه» [4] و نقل الرازي هذا الكلام و سمّى هذا اللون من المجاز «المجاز بالنقصان» [5] في حين سمّاه الآخرون «مجاز الحذف». و ذكر القزويني و شرّاح التلخيص و غيرهم كلام عبد القاهر الذي بالغ في النكير على من أطلق القول بوصف الكلمة بالمجاز بالحذف أو الزيادة [6].

المجاز الحكميّ:

هو المجاز العقلي و قد تقدّم في المجاز الإسنادي، و سمّي حكميّا، لأنّ المجاز ليس في ذوات الكلم و أنفس الألفاظ و لكن في أحكام أجريت عليها [7].

مجاز الزّيادة:

و هو المجاز الذي يكون بزيادة، و حكمه كحكم مجاز الحذف أي ليست كل زيادة تعدّ مجازا. و قد أوضح عبد القاهر ذلك بقوله: «و اذا صحّ امتناع أن يكون مجرد الحذف مجازا او تحقّ صفة باقي الكلام بالمجاز من أجل حذف كان على الإطلاق دون أن يحدث هناك بسبب ذلك الحكم تغيّر حكم على وجه من الوجوه، علمت منه أنّ الزيادة في هذه القضية كالحذف فلا يجوز أن يقال إن زيادة «ما» في نحو: فَبِما رَحْمَةٍ [8] مجاز، أو أنّ جملة الكلام‌


[1] الكتاب ج 1 ص 212، ج 3 ص 247، معاني القرآن ج 1 ص 363، 369.

[2] يوسف 82.

[3] الأعراف 155.

[4] أسرار البلاغة ص 383- 384.

[5] نهاية الايجاز ص 56.

[6] الايضاح ص 318، التلخيص ص 336، شروح التلخيص ج 4 ص 231، المطول ص 405، الاطول ج 2 ص 166، الاتقان ج 2 ص 36، 40، شرح عقود الجمان ص 100، حلية اللب ص 129.

[7] دلائل الاعجاز ص 227، مفتاح العلوم ص 187.

[8] آل عمران 159.

اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب    الجزء : 1  صفحة : 598
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست