responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب    الجزء : 1  صفحة : 575

هذا لا يصلح‌ [1].

أي أنّ اللحن في قول مالك بن أسماء هو التعريض عن فطنة، و الى ذلك ذهب ابن وهب حين قال: «و أمّا اللحن فهو التعريض بالشي‌ء من غير تصريح أو الكناية عنه بغيره» [2]. و العرب تفعل ذلك لوجوه و تستعمله في أوقات و مواطن فمن ذلك ما استعملوه للتعظيم أو للتخفيف أو للاستحياء أو للبقيا أو للانصاف أو للاحتراس. فأمّا ما يستعمل من التعريض للاعظام فهو أن يريد مريد تعريف ما فوقه قبيحا إن فعله فيعرض له بذلك من فعل غيره و يقبح له ما ظهر منه فيكون قد قبحّ له ما أتاه من غير أن يواجهه به، و في ذلك يقول الشاعر:

ألا ربّ من أطنبت في ذمّ غيره‌

لديه على فعل أتاه على عمد

ليعلم عند الفكر في ذاك أنّما

نصيحته فيما خطبت به قصدي‌

و أما التعريض للتخفيف فهو أنّ يكون لك الى رجل حاجة فتجيئه مسلما و لا تذكر حاجتك فيكون ذلك اقتضاء له و تعريضا بمرادك منه، و في ذلك يقول الشاعر:

أروح بتسليم عليك و أغتدي‌

و حسبك بالتسليم مني تقاضيا

و أمّا التعريض للاستحياء فالكناية عن الحاجة بالنجو و العذرة.

و أما التعريض للبقيا فمثل تعريض اللّه- عز و جل- بأوصاف المنافقين و إمساكه عن تسميتهم إبقاء عليهم و تألفا لهم. و مثل تعريض الشعراء بالديار و المياه و الجبال و الاشجار بقيا على ألّا فهم و صيانة لأسرارهم و كتمانا لذكرهم.

و أما التعريض للانصاف فكقوله تعالى: وَ إِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى‌ هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ‌ [3] و أما التعريض للاحتراس فهو ترك مواجهة السفهاء و الانذال بما يكرهون و إن كانوا لذلك مستحقين خوفا من بوادرهم و تسرعهم و إدخال ذلك عليهم بالتعريض و الكلام اللين.

و أدخل ابن رشيق اللحن في باب الإشارة و قال:

«و من الإشارات اللحن و هو كلام يعرفه المخاطب بفحواه و إن كان على غير وجهه» [4]. و قال:

«و يسميه الناس في وقتنا هذا «المحاجاة لدلالة الحجا عليه» و ذلك نحو قول الشاعر يحذر قومه:

خلّوا على الناقة الحمراء أرحلكم‌

و البازل الأصهب المعقول فاصطنعوا

إنّ الذئاب قد اخضّرت براثنها

و الناس كلّهم بكر اذا شبعوا

أراد بالناقة الحمراء: الدهناء، و بالجمل الأصهب:

الصمان، و بالذئاب: الأعداء. فيقول: «قد اخضرت أقدامهم من المشي في الكلأ و الخصب و الناس كلهم اذا شبعوا طلبوا الغزو فصاروا عدوا لكم كما أنّ بكر بن وائل عدوكم» [5] و فعل مثله السجلماسي الذي عدّ اللحن من التعمية و هو من جنس الإشارة [6].

لزوم ما لا يلزم:

هو الإعنات أو الالتزام أو التضييق أو التشديد، و قد سمّاه كذلك معظم البلاغيين» [7]، و سمّاه المدني‌


[1] تأريخ بغداد ج 12 ص 214، معجم الادباء ج 6 ص 65.

[2] البرهان في وجوه البيان ص 133.

[3] سبأ 24.

[4] العمدة ج 1 ص 307.

[5] العمدة ج 1 ص 308.

[6] المنزع البديع ص 268، و ينظر الأغاني ج 17 ص 326، أمالي المرتضى ج 1 ص 15، شرح ما يقع فيه التصحيف و التحريف ج 1 ص 114.

[7] الوافي ص 295، الايضاح في شرح مقامات الحريري ص 16، المثل السائر ج 1 ص 267، الجامع الكبير ص 266، التبيان ص 172،-

اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب    الجزء : 1  صفحة : 575
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست