responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب    الجزء : 1  صفحة : 567

فانّ جسيمات الامور منوطة

بمستودعات في بطون الأساود

و من ذلك قول ابن دريد:

من لم يعظه الدهر لم ينفعه ما

راح به الواعظ يوما أو غدا

من لم تفده عبرا أيامه‌

كان العمى أولى به من الهدى‌

الكلام الموجّه:

وجّه اليه كذا: أرسله، و وجّهت في حاجة و وجهت وجهي للّه و توجهت نحوك و اليك، و كساء موجّه: ذو وجهين‌ [1].

قال ابن الأثير: «الموجّه أي له وجهان و هو مما يدلّ على براعة الشاعر و حسن تأتّيه» [2]. و الكلام الموجّه هو القسم الثاني من أقسام تأويل المعنى، فالاول أن يفهم منه شي‌ء واحد لا يحتمل غيره، و الثاني أن يفهم منه الشي‌ء و غيره، و تلك الغيرية ضد، و الثالث أن يفهم منه الشي‌ء و غيره و تلك الغيرية لا تكون ضدا. و الأول يقع عليه أكثر الأشعار، و الثاني قليل الوقوع جدّا، و الثالث أكثر وقوعا منه و هو واسطة بين الطرفين.

و من ذلك قوله- صلّى اللّه عليه و سلّم-: «من كلام النبوّة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت». و هذا يشتمل على معنيين ضدين:

أحدهما: أنّ المراد به إذا لم تفعل فعلا تستحي منه فافعل ما شئت.

و الآخر: أنّ المراد به إذا لم يكن لك حياء يزعك‌ [3] عن فعل ما يستحى منه فافعل ما شئت.

و هذان معنيان ضدان، أحدهما مدح و الآخر ذمّ.

و من ذلك قول المتنبي يخاطب كافورا:

عدوّك مذموم بكلّ لسان‌

و لو كان من أعدائك القمران‌

و للّه سرّ في علاك و إنّما

كلام العدى ضرب من الهذيان‌

ثم قال:

فما لك تعنى بالأسنّة و القنا

و جدّك طعّان بغير سنان‌

فإنّ هذا بالذم أشبه منه بالمدح، لأنّه يقول: لم تبلغ ما بلغته بسعيك و اهتمامك بل بجد و سعادة و هذا لا فضل فيه؛ لأنّ السعادة تنال الخامل و الجاهد و من لا يستحقها، و اكثر ما كان المتنبي يستعمل هذا القسم في قصائده الكافوريات.

كمال الاتّصال:

هو أن تكون الجملة الثانية متصلة اتصالا تاما بالجملة الأولى‌ [4]. و قد تقدم في الفصل و الوصل.

كمال الانقطاع:

و هو من المواضع التي يجب فيها الفصل و يكون لأمر يرجع الى الاسناد أو إلى طرفيه‌ [5]، و قد تقدم في الانقطاع و الفصل و الوصل.

كمال البيان:

قال العلوي: «إنّ لهذا الصنف من المكانة البلاغية موقعا عظيما، و حاصله في لسان أهل البلاغة أنّه كشف المعنى و ايضاحه حتى يصل الى النفوس على‌


[1] اللسان (وجه).

[2] المثل السائر ج 1 ص 35.

[3] يزعك: يكفك و يزجرك و ينهاك.

[4] الايضاح ص 151، التلخيص ص 180، شروح التلخيص ج 3 ص 30، المطول ص 252، الاطول ج 2 ص 30.

[5] مفتاح العلوم ص 122، الايضاح ص 150، التلخيص ص 179، شروح التلخيص ج 3 ص 25، المطول ص 251، الاطول ج 2 ص 7.

اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب    الجزء : 1  صفحة : 567
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست