responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب    الجزء : 1  صفحة : 560

القطع للاحتياط:

تقدّم في شبه كمال الانقطاع و القطع و الفصل و الوصل‌ [1].

القطع للوجوب:

تقدم في شبه كمال الانقطاع و القطع و الفصل و الوصل‌ [2].

قطع النّظير عن النّظير:

ذكره احمد بن المنير الاسكندري عند كلامه على قوله تعالى: إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيها وَ لا تَعْرى‌. وَ أَنَّكَ لا تَظْمَؤُا فِيها وَ لا تَضْحى‌ [3]، و قال: «و في الآية سر بديع من البلاغة يسمّى قطع النظير عن النظير، و ذلك أنّه قطع الظمأ عن الجوع و الضحو عن الكسوة مع ما بينهما من التناسب. و الغرض من ذلك تحقيق تعداد هذه النعم و تصنيفها، و لو قرن كلا بشأنه لتوهم المعدودات نعمة واحدة. و قد رمق أهل البلاغة سماء هذا المعنى قديما و حديثا فقال الكندي الأول:

كأني لم أركب جوادا للذّة

و لم أتبطّن كاعبا ذات خلخال‌

و لم أرشف الزقّ الرويّ و لم أقل‌

لخيلي كرّي كرّة بعد إجفال‌

فقطع ركوب الجواد عن قوله: «لخيلي كريّ كرة» و قطع تبطن الكاعب عن ترشف الكأس مع التناسب، و غرضه أن يعدد ملاذّة و مفاخره و يكثرها.

و تبعه الكندي الآخر فقال:

وقفت و ما في الموت شكّ لواقف‌

كأنك في جفن الردى و هو نائم‌

تمرّ بك الأبطال كلمى هزيمة

و وجهك وضّاح و ثغرك باسم‌

فاعترضه سيف الدولة بانه ليس فيه قطع الشي‌ء عن نظيره و لكنه على فطنته قصر فهمه عما طالت اليه يد أبي الطيب من هذا المعنى الطائل البديع.

على أنّ في هذه الآية سرا لذلك زائدا على ما ذكر، و هو أن قصد تناسب الفواصل و لو قرن الظمأ بالجوع فقيل: «إنّ لك ألّا تجوع و لا تظموأ» لا نتثر سلك رؤوس الآي، و احسن به منتظما» [4].

و كان المتقدّمون قد أشاروا الى هذا الأسلوب و إن لم يسموه بمثل هذه التسمية و منهم ابن طباطبا الذي تحدث عن ارتباط أجزاء القصيدة و ذكر بيتي امرى‌ء القيس و غيرهما [5]. و تكلم عليه المدني في باب «ائتلاف المعنى للمعنى» و ذكر الأبيات نفسها [6]، و قد تقدم.

القطع و العطف:

تحدّث عنه ابن وهب فقال: «فمما قطع الكلام فيه و أخذ في فن آخر ثم عطف بتمام القول الاول عليه قوله- عز و جل- حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وَ بَناتُكُمْ وَ أَخَواتُكُمْ وَ عَمَّاتُكُمْ‌ [7] الى آخر الآية. و مثله:

حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَ الدَّمُ وَ لَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَ ما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَ الْمُنْخَنِقَةُ وَ الْمَوْقُوذَةُ وَ الْمُتَرَدِّيَةُ وَ النَّطِيحَةُ وَ ما أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا ما ذَكَّيْتُمْ وَ ما ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَ أَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ ذلِكُمْ فِسْقٌ، الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَ اخْشَوْنِ. ثم قطع و أخذ في كلام آخر فقال: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً، ثم رجع الى الكلام الأول فقال: فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ‌ [8].


[1] مفتاح العلوم ص 126.

[2] مفتاح العلوم 126.

[3] طه 118- 119.

[4] الانتصاف- هامش الكشاف ج 3 ص 72.

[5] عيار الشعر ص 124.

[6] أنوار الربيع ج 4 ص 198 و ينظر يتيمة الدهر ج 1 ص 33، المصباح ص 115، الطراز ج 3 ص 147، خزانة الأدب ص 231.

[7] النساء 23.

[8] المائدة 3.

اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب    الجزء : 1  صفحة : 560
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست