اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب الجزء : 1 صفحة : 510
إذا
نحن أثنينا عليك بصالح
فأنت
كما نثني و فوق الذي نثني
و
إن جرت الألفاظ يوما بمدحة
لغيرك
إنسانا فأنت الذي نعني
و من هذا الباب ما يقع في التشبيه
و الأخبار و تفسيرها بحيث يكون للمشبه أو المخبر عنه صفات فينفي بعضها ليثبت بعضها
و ينفي واحدة ليوجب اختها او يسلبها و يوجب غيرها كقوله- صلّى اللّه عليه و سلّم-:
«أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من
موسى إلّا أنه لا نبيّ بعدي» فسلب النبوة ليوجب بقية المنازل التي كانت لهارون من
موسى- عليهما السّلام-
و من ذلك قول الشاعر:
فصرت
كأني يوسف بين إخوتي
و
لكن تعدّتني النبوّة و الحسن
فسلب نفسه هاتين الصفتين من صفات
يوسف- عليه السّلام- ليثبت ما عداهما مما امتحن به يوسف من إخوته.
و لكنّ المصري حينما ألّف كتاب «بديع القرآن» لم ينسب «السلب و الايجاب» الى نفسه، و قد عرّفه
بقوله: «هو بناء الكلام على نفي الشيء من جهة
و إيجابه من جهة أخرى أو أمر بشيء من جهة و نهي عنه من غير تلك الجهة»[1]. و هذا
كتعريف العسكري، و ذكر له قوله تعالى:فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ ... (الإسراء 23) شاهدا كما فعل السابق ايضا، و بذلك نفى عن نفسه تهمة
الكذب التي أشار اليها بعضهم كالمدني الذي قال: «هذا النوع زعم ابن أبي الاصبع أنّه من مستخرجاته و هو موجود في كتب
القدماء الذين نقل عنهم ككتاب الصناعتين لأبي هلال العسكري و سر الفصاحة لابن سنان
الخفاجي و بديع شرف الدين التيفاشي و ذكره عز الدين الزنجاني في معيار النظار»[2]. و يبدو
أنّ المدني لم يطلع على «بديع القرآن» أو على نسخة «تحرير التحبير» التي استدرك في احد هوامش صفحاتها ما ذكره.
و أرجع السّبكي السلب و الايجاب
الى الطباق بعد أن عرّفه كتعريف المصري في «بديع القرآن»[3]. و لم يخرج الحموي و السيوطي و المدني عما ذكره السابقون[4].
السّلخ:
السلخ: كشط الإهاب، سلخ يسلخ سلخا،
و السّلخ: ما سلخ عنه[5].
و السلخ أحد أنواع السرقات و قد
قال ابن الاثير هو: «أخذ بعض المعنى مأخوذا من سلخ الجلد
الذي هو بعض الجسم المسلوخ»[6]. و السلخ عند القزويني الإلمام
أيضا، قال: «و إن كان المأخوذ المعنى وحده سمّي
إلماما و سلخا»[7] و
هو ثلاثة أقسام: