اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب الجزء : 1 صفحة : 487
فقوله «اسمح» لا
ينقط شيء من حروفه، و قوله «فبث» منقوطة
كلها، و هكذا القول في سائر كلمات البيت.
و من النثر قول الحريري أيضا: «الكرم ثبت اللّه جيش سعودك يزين، و اللؤم
غضّ الدهر جفن حسودك يشين، و الأروع يثيب و المعور يخيب، و الحلاحل يضيف و الماحل
يخيف».
و كان الوطواط قد سمّاه «الخيفاء» و قال: «الخيف في اللغة هو أن تكون عينا الجواد
إحداهما سوداء و الأخرى زرقاء، و تكون هذه الصنعة بان يجعل الكاتب في نثره أو
الشاعر في شعره كلمة من عبارته منقولة و كلمة أخرى عاطلة غير منقوطة»[1]، و ذكر ما ذكره العلوي فيما بعد من أمثلة و لكنّه لم يكتف بالبيت
الأوّل من قول الحريري و انما ذكر له بيتا آخر و هو:
و
لا تجز ردّ ذي سؤال
فنّن
أم في السؤال خفّف
و سمّاه الرازي الخيفاء أيضا و
قال: «هي الكلام الذي جملة حروف إحدى كلمتيه
منقوطة و جملة حروف الكلمة الأخرى غير منقوطة»[2].
و سمّاه المطرزي «الخيفاء» ايضا و قال: «الخيفاء عند البلغاء هي الرسالة أو القصيدة يكون حروف احدى كلمتيها منقوطة
بأجمعها و حروف الأخرى غير منقوطة بأسرها من الفرس الخيفاء و هي التي خيف و هو أن
تكون إحدى عينيها سوداء و الأخرى زرقاء»[3].