responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب    الجزء : 1  صفحة : 474

رأى أخا ثقة غضّ بصره و مجمج كلامه» و كان قد سمع أبياتا للعتبي فحلها بهذه العبارات، و أبيات العتبي هي:

أفلت بطالته و راجعه‌

حلم و أعقبه الهوى ندما

ألقى عليه الدهر كلكله‌

و أعاره الإقتار و العدما

فاذا ألمّ به أخو ثقة

غضّ الجفون و مجمج الكلما [1]

و أما الضرب الثاني فمثاله ما ذكره بعض الكتاب من قول البحتري:

نطلب الاكثر في الدنيا و قد

نبلغ الحاجة فيها بالأقلّ‌

ثم قال: «فاذا نثرت ذلك و لم تزد في ألفاظه شيئا قلت: نطلب في الدنيا الاكثر و قد نبلغ منها الحاجة بالأقل».

و أما الضرب الثالث فهو أن توضع ألفاظ البيت في مواضع و لا يحسن وضعها في غيرها فيختل إذا نثر بتأخير لفظ و تقديم آخر فتحتاج في نثره الى النقصان منه و الزيادة فيه، كقول البحتري:

يسرّ بعمران الديار مضلّل‌

و عمرانها مستأنف من خرابها

و لم أرتض الدنيا أوان مجيئها

فكيف ارتضائيها أوان ذهابها

فاذا نثر على الوجه قيل: «يسر مضلل بعمران الدنيا و من خرابها عمرانها مستأنف، و لم أرتض أوان مجيئها الدنيا فكيف أوان ذهابها ارتضائيها». فهذا نثر فاسد، فاذا غيرّت بعض ألفاظه حسن و هو أن تقول: «يسر المضلل بعمران الديار و انما تستأنف عمرانها من خرابها، و ما ارتضيت الدنيا أوان مجيئها فكيف أرتضيها أوان ذهابها؟».

و الضرب الرابع أن يكسى ما يحلّ من المنظوم ألفاظا، و هذا أرفع الدرجات.

و تحدّث ابن الأثير عن الحل في باب «الطريق إلى تعلّم الكتابة» و قال: «و لقد مارست الكتابة ممارسة كشفت لي عن أسرارها و أظفرتني بكنوز جواهرها إذ لم يظفر غيري باحجارها فما وجدت أعون الأشياء عليها إلا حلّ آيات القرآن الكريم و الأخبار النبوية و حل الأبيات الشعرية» [2]، ثم تكلم على حل الآيات و الحديث و الشعر.

و أفرد المصري «الحلّ» في باب و قال: «هو أن يعمد الكاتب إلى شعر ليحل منه عقد الوزن فيصيره منثورا» [3]. و قال الحلبي و النّويري: «و أمّا الحلّ فهو باب يتسع على المجيد مجاله و تتصرّف في كلام العارف به روّيته و ارتجاله. و ملاك أمر المتصدي له أن يكون كثير الحفظ للأحاديث النبوية و الآثار و الامثال و الاشعار لينفق منها وقت الاحتياج اليها.

و كيفية الحلّ أن تتوخى هدم البيت المنظوم و حلّ فرائده من سلكه ثم يرتب تلك الفرائد و ما شابهها ترتيب متمكن لم يحصره الوزن و يبرزها في أحسن سلك و أجمل قالب و أصح سبك و يكملها بما يناسبها من أنواع البديع إن أمكن ذلك من غير كلفة و يتخير لها القرائن، و إذا تمّ معه المعنى المحلول في قرينة واحدة يغرم له من حاصل فكره أو من ذخيرة حفظه ما يناسبه، و له أن ينقل المعنى إذا لم يفسده إلى ما شاء، فان كان نسيبا و تأتّى له أن يجعله مديحا فليفعل، و كذلك غيره من الأنواع. و إذا أراد الحلّ بالمعنى فلتكن ألفاظه مناسبة لألفاظ البيت المحلول غير قاصرة عنها فما قصرت عنها و لو بلفظة واحدة فسد ذلك الحل و عدّ معيبا، و اذا حلّ باللفظ فلا يتصرف بتقديم و لا تأخير و لا تبديل إلّا مع مراعاة نظام الفصاحة في ذلك و اجتناب ما ينقص المعنى‌


[1] مجمج الكتاب: لم يبين حروفه.

[2] المثل السائر ج 1 ص 77.

[3] تحرير التحبير 439.

اسم الکتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها المؤلف : احمد مطلوب    الجزء : 1  صفحة : 474
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست