حصره يحصره حصرا: ضيّق عليه و أحاط
به، و الحصر الاحاطة و التضييق[7]. و الحصر هو القصر، و معناه تخصيص
شيء بشيء بطريق مخصوص[8] كتخصيص المبتدأ بالخبر بطريق النفي
في قوله تعالى:وَ مَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ[9]، و تخصيص الخبر بالمبتدأ مثل: «ما شاعر إلا المتنبي».
و للقصر طرفان:
الأوّل: المقصور، و هو الشيء
المخصّص.
الثاني: المقصور عليه، و هو الشيء
المخصّص به.
ففي قوله تعالى:وَ مَا الْحَياةُ
الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ خصص الغرور بمتاع الدنيا، فالحياة الدنيا مقصور عليه، و الغرور
مقصور.
و يقع القصر بين المبتدأ و الخبر
كقوله تعالى:وَ
ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ[10].
و الفعل و الفاعل مثل: «لا ينجح إلا محمد».
و الفاعل و المفعول مثل: «ما شاهد محمد إلا الحديقة».
و المفعولين مثل: «ما أعطيت محمدا إلا كتابا» في قصر
المفعول الاول على الثاني، أما قصر المفعول الثاني على الأول فمثل: «ما أعطيت كتابا إلا محمدا».
و الحال و صاحبها مثل: «ما جاء راكضا إلا محمد» في قصر الحال
على صاحبها، أما قصر صاحب الحال عليها فمثل: «ما جاء محمد إلا راكضا».
و مثل ذلك متعلقات الفعل فان القصر
يجري فيها ما عدا اثنين:
الأول: المصدر المؤكد فلا يقع
القصر بينه و بين الفعل و لذلك لا يجوز أن تقول: «ما ضربت إلا ضربا»، و اما قوله تعالى:إِنْ نَظُنُّ إِلَّا
ظَنًّا[11] فتقديره
ظنا ضعيفا.
[1]المثل
السائر ج 2 ص 183، الجامع الكبير ص 118، كفاية الطالب ص 203.